11 01 2023 938502 بطاقة تعريف:
image
حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مرتضى الجوادي الآملي:

اضطرابات اليوم هي نتيجة عدم التوجّه إلى حديث الثقلين

قال حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مرتضى الجوادي الآملي بعد ما أشار إلى جانبي الکلامي ـ الإعتقادي والسياسي ـ الإجتماعي لحديث الثقلين: يجب أنْ نعود الآن إلى نفسهذا الحديث، وإلّا فإنّ ما لدى المجتمع اليوم والإنسان الحديث (العصري) لا يعلو الطبيعة.

 

قال حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مرتضى الجوادي الآملي بعد ما أشار إلى جانبي الکلامي ـ الإعتقادي والسياسي ـ الإجتماعي لحديث الثقلين: يجب أنْ نعود الآن إلى نفسهذا الحديث، وإلّا فإنّ ما لدى المجتمع اليوم والإنسان الحديث (العصري) لا يعلو الطبيعة.

انعقد المؤتمر الثاني حول القرآن والعترة من وجهة نظر علماء الإسلام الليلة الماضية(10 يناير 2023) في محل دائرة المعارف الإسلاميّة الكبرى بإلقاءكلمة مجموعة من الأساتذة.

وقد ألقى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مرتضى الجوادي الآملي، أُستاذ الحوزة العلميّةبقم المشرّفة، كلمة في هذا المؤتمر، وتقرؤون مقتطف منها في التالي؛

عنوان بحثي هو مكانة حديث الثقلين في العالم الإسلامي؛ إنّقمة هذه المباحث التي تتعلّق بمسائل القرآن والعترة موجودة في هذا الحديث الشريف، ولولا هذا الحديث لما کانت مکانة القرآن والعترة والعلاقات بين الاثنين واضحةً. كان للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم)قلقين جدّيين: أحدهما أنّه كان خاتم الأنبياء، وكان عليه تنظيم جريان النبوّة وسلسلة الرسالة؛ ومن ناحية أُخرى، كان عليه تنظيم المستقبل، كان هذان هما القلقالأساسي للنبيّ(صلّى الله عليه وآلهوسلم). في الأيّام الأخيرة، كان الأمر صعباً جدّاً على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم)، خاصّة مع علمه بما سيحدث؛ لذلك کان يكرّر هذا الحديث في مناسبات مختلفةفي أواخر حياته.

حديث الثقلين من محکمات أقوال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم)

جاء هذا الحديث في نصّ حاسم للغاية وغير قابل للكسر وهو من محکماتأحاديث النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم)؛ قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم): «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إنْ تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض» [مجلسي، بحار الأنوار (ط: بيروت): ج 2، ص 100، ح 59]،قد يطرح لهذا الحديث عنوان جامع تحت عنوان الخصوصيّات العامّة للحديث،أيضاً هناك جانبان آخران للحديث: أحدهما الجانب الكلامي والإعتقادي والآخر هو الجانب السياسي والإجتماعي، ونتيجة لوجود هذين الجانبين، أثيرت منافسات ومعارضات حول الحديث وتسبب في عدم التوجّه لهذا الحديث.

على الرغم من أنّ كلمة العترةعزيزة جدّاًوعالية، إلّا أنّها بالنسبة للبعض لم تكن الكلمة التي تعجبهم،لذلك حاولوا زرع كلمة«السُنّة» بدلاً من كلمة «العترة» لكي يقولوا: إنّالنبيّ(صلّى الله عليه وآلهوسلم) أوصى بالكتاب والسُنّة. النقطة الأُخرى الجديرة بالذكر هي المقارنة بين القرآن والعترةعلى لسان النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم)،فأهل السُنّة ليس لديهمفهم صحيح للقرآن ونزوله، وفي المقابل، ذكر حكماء الإسلام أربعة منازل للقرآن التي نزل منها القرآن. في الواقع، قد صدر القرآن من العليّالحكيم وختم إلى العربي المبين، وفي هذا الطريق اجتاز منازل كثيرة، ولا يمكن الحصول على هذا الفهم الصحيح إلّا من حكماء الإسلام الذين استفادوا من إلهامات أهل البيت (عليهم السلام).

والأهمّ من هذا، هيمسألة العترة؛ عندما تتحدّث عن العترة، وتقول: إنّالعترة لم تنفصل عن القرآن في أيّ منزل، فهذا يعني أنّه بما أنّ القرآن كان عندالعليّالحكيم، فإنّ القرآن والعترة كانا معاً. فالبعض لا يستطيع أنْ يصدّق أنّالعترة كانت عند العليّ الحكيم؛ ولأنّمنزلة العترة مجهولة، فإنّ هذه الجماعة لا تستطيع رؤية القرآن في عرض العترة؛لذلك استبدلوا العترة بالسُنّة. إذا قبلنا أنْ نضع السُنّة في مكان العترة، إذاً يتمّ طرح هذا السؤال: مَنْ يبيّننفس السُنّة ويوضّحها؟ فهؤلاء ضلّوا وقد حصل الإنحراف.

جناحان للحفاظ على المجتمع

للأسف، لم يتمّ الترحيب بالمباحث السياسيّة والإجتماعيّة لهذا الحديث الشريف، ومن هذه الجهة أيضاً كان هناك عدم توجّه تام تجاه الحديث. أراد نبيّ الإسلام (صلّى الله عليه وآله وسلم)تنظيم الماضي وبناء فتح للمستقبل، ووفقًا لبيانه في حديث الثقلين، يمكن للأُمّة الإسلاميّة أنْتصل إلى مثل هذا الموقععلى أساس القرآن والعترة،وهذا التمسّك بالقرآن والعترةأمر مهم جدّاً. المستمسك الذي يمكنه الحفاظ على المجتمع له جناحان: جناح إيجابي، وجناح سلبي؛ جناحه الإيجابي:«يُؤْمِنْ بِاللهِ»، وجناحه السلبي: «يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ». كان للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) هکذا رغبة،وقال: إذا أراد المجتمع أنْ يتقدّم وأنْ يكون ذا عزّة، فعليه أنْ يتبع هذين الأمرين: أحدهما كتاب الله، والآخر قول العترة الطاهرة التي هي عدل القرآن، وكانتمع القرآن في جميع المنازل.

لا يزال عدم التوجّهلهذا الحديث يسبباضطراب في المجتمع،يجب أنْ نعود الآن إلى نفسهذا الحديث، وإلّا فإنّ ما لدى المجتمع اليوموالإنسان الحديثلا يعلو الطبيعة؛ إنّ أقصى ما يمتلكه الإنسان الحديثهو الطبيعة، وإذا أراد التمسك بالطبيعة، فالنتيجة هي كما نشهدهمن الإنسانيّة في العالم الغربي، بأنّهناك حدّاً أدنى من الظواهرالإنسانيّة، ولكن الحقيقة الإنسانيّةالتي يريد الله أنْ يعرّفها من الإنسان إلى العالملم توجد. يبحث الإنسان الحديث عن الطبيعة وشئونها، ومستمسكه هو هذه الأشياء التي يراها اليوم، وهي بالطبع كلّها جيّدة وضروريّة، ولكن أين الإنسانيّة؟ وأين الكرامة الإنسانيّة؟ يريد الله تعالى أنْ يرى نفسه في وجه الإنسان، وهذا ممكن في ظلّ التمسك بالقرآن والعترة.

المصدر: وکالة الأنباء القرآنیة الدولیّة (إكنا)

حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مرتضى الجوادي الآملي:

اضطرابات اليوم هي نتيجة عدم التوجّه إلى حديث الثقلين

قال حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مرتضى الجوادي الآملي بعد ما أشار إلى جانبي الکلامي ـ الإعتقادي والسياسي ـ الإجتماعي لحديث الثقلين: يجب أنْ نعود الآن إلى نفسهذا الحديث، وإلّا فإنّ ما لدى المجتمع اليوم والإنسان الحديث (العصري) لا يعلو الطبيعة.

انعقد المؤتمر الثاني حول القرآن والعترة من وجهة نظر علماء الإسلام الليلة الماضية(10 يناير 2023) في محل دائرة المعارف الإسلاميّة الكبرى بإلقاءكلمة مجموعة من الأساتذة.

وقد ألقى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مرتضى الجوادي الآملي، أُستاذ الحوزة العلميّةبقم المشرّفة، كلمة في هذا المؤتمر، وتقرؤون مقتطف منها في التالي؛

عنوان بحثي هو مكانة حديث الثقلين في العالم الإسلامي؛ إنّقمة هذه المباحث التي تتعلّق بمسائل القرآن والعترة موجودة في هذا الحديث الشريف، ولولا هذا الحديث لما کانت مکانة القرآن والعترة والعلاقات بين الاثنين واضحةً. كان للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم)قلقين جدّيين: أحدهما أنّه كان خاتم الأنبياء، وكان عليه تنظيم جريان النبوّة وسلسلة الرسالة؛ ومن ناحية أُخرى، كان عليه تنظيم المستقبل، كان هذان هما القلقالأساسي للنبيّ(صلّى الله عليه وآلهوسلم). في الأيّام الأخيرة، كان الأمر صعباً جدّاً على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم)، خاصّة مع علمه بما سيحدث؛ لذلك کان يكرّر هذا الحديث في مناسبات مختلفةفي أواخر حياته.

حديث الثقلين من محکمات أقوال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم)

جاء هذا الحديث في نصّ حاسم للغاية وغير قابل للكسر وهو من محکماتأحاديث النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم)؛ قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم): «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إنْ تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض» [مجلسي، بحار الأنوار (ط: بيروت): ج 2، ص 100، ح 59]،قد يطرح لهذا الحديث عنوان جامع تحت عنوان الخصوصيّات العامّة للحديث،أيضاً هناك جانبان آخران للحديث: أحدهما الجانب الكلامي والإعتقادي والآخر هو الجانب السياسي والإجتماعي، ونتيجة لوجود هذين الجانبين، أثيرت منافسات ومعارضات حول الحديث وتسبب في عدم التوجّه لهذا الحديث.

على الرغم من أنّ كلمة العترةعزيزة جدّاًوعالية، إلّا أنّها بالنسبة للبعض لم تكن الكلمة التي تعجبهم،لذلك حاولوا زرع كلمة«السُنّة» بدلاً من كلمة «العترة» لكي يقولوا: إنّالنبيّ(صلّى الله عليه وآلهوسلم) أوصى بالكتاب والسُنّة. النقطة الأُخرى الجديرة بالذكر هي المقارنة بين القرآن والعترةعلى لسان النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم)،فأهل السُنّة ليس لديهمفهم صحيح للقرآن ونزوله، وفي المقابل، ذكر حكماء الإسلام أربعة منازل للقرآن التي نزل منها القرآن. في الواقع، قد صدر القرآن من العليّالحكيم وختم إلى العربي المبين، وفي هذا الطريق اجتاز منازل كثيرة، ولا يمكن الحصول على هذا الفهم الصحيح إلّا من حكماء الإسلام الذين استفادوا من إلهامات أهل البيت (عليهم السلام).

والأهمّ من هذا، هيمسألة العترة؛ عندما تتحدّث عن العترة، وتقول: إنّالعترة لم تنفصل عن القرآن في أيّ منزل، فهذا يعني أنّه بما أنّ القرآن كان عندالعليّالحكيم، فإنّ القرآن والعترة كانا معاً. فالبعض لا يستطيع أنْ يصدّق أنّالعترة كانت عند العليّ الحكيم؛ ولأنّمنزلة العترة مجهولة، فإنّ هذه الجماعة لا تستطيع رؤية القرآن في عرض العترة؛لذلك استبدلوا العترة بالسُنّة. إذا قبلنا أنْ نضع السُنّة في مكان العترة، إذاً يتمّ طرح هذا السؤال: مَنْ يبيّننفس السُنّة ويوضّحها؟ فهؤلاء ضلّوا وقد حصل الإنحراف.

جناحان للحفاظ على المجتمع

للأسف، لم يتمّ الترحيب بالمباحث السياسيّة والإجتماعيّة لهذا الحديث الشريف، ومن هذه الجهة أيضاً كان هناك عدم توجّه تام تجاه الحديث. أراد نبيّ الإسلام (صلّى الله عليه وآله وسلم)تنظيم الماضي وبناء فتح للمستقبل، ووفقًا لبيانه في حديث الثقلين، يمكن للأُمّة الإسلاميّة أنْتصل إلى مثل هذا الموقععلى أساس القرآن والعترة،وهذا التمسّك بالقرآن والعترةأمر مهم جدّاً. المستمسك الذي يمكنه الحفاظ على المجتمع له جناحان: جناح إيجابي، وجناح سلبي؛ جناحه الإيجابي:«يُؤْمِنْ بِاللهِ»، وجناحه السلبي: «يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ». كان للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) هکذا رغبة،وقال: إذا أراد المجتمع أنْ يتقدّم وأنْ يكون ذا عزّة، فعليه أنْ يتبع هذين الأمرين: أحدهما كتاب الله، والآخر قول العترة الطاهرة التي هي عدل القرآن، وكانتمع القرآن في جميع المنازل.

لا يزال عدم التوجّهلهذا الحديث يسبباضطراب في المجتمع،يجب أنْ نعود الآن إلى نفسهذا الحديث، وإلّا فإنّ ما لدى المجتمع اليوموالإنسان الحديثلا يعلو الطبيعة؛ إنّ أقصى ما يمتلكه الإنسان الحديثهو الطبيعة، وإذا أراد التمسك بالطبيعة، فالنتيجة هي كما نشهدهمن الإنسانيّة في العالم الغربي، بأنّهناك حدّاً أدنى من الظواهرالإنسانيّة، ولكن الحقيقة الإنسانيّةالتي يريد الله أنْ يعرّفها من الإنسان إلى العالملم توجد. يبحث الإنسان الحديث عن الطبيعة وشئونها، ومستمسكه هو هذه الأشياء التي يراها اليوم، وهي بالطبع كلّها جيّدة وضروريّة، ولكن أين الإنسانيّة؟ وأين الكرامة الإنسانيّة؟ يريد الله تعالى أنْ يرى نفسه في وجه الإنسان، وهذا ممكن في ظلّ التمسك بالقرآن والعترة.

المصدر: وکالة الأنباء القرآنیة الدولیّة (إكنا)

 


دیدگاه شما درباره این مطلب
أضف تعليقات