28 01 2023 998736 بطاقة تعريف:
image
آية الله العظمى الجوادي الآملي في لقاء مع مدراء قناة «القرآن والمعارف» التلفزيونيّة الإيرانيّة:

بالعمل بالمعارف القرآنيّة يتم إزالة المشاكل / لقد طلب منّا القرآن أنْ تكون أفعالنا حكيمة ومتعقّلة

موقع إسراء الرسميّ: التقت مجموعة من مدراء قناة «القرآن والمعارف» التلفزيونيّة الإيرانيّة اليوم السبت (28 يناير 2023 الموافق لـ: 6 رجب 1444) بآية الله العظمى الجوادي الآملي وتحدّثوا معه أثناء حضورهم بيت سماحته.  

موقع إسراء الرسميّ: التقى جمع من مدراء قناة «القرآن والمعارف» التلفزيونيّة في إيران اليوم السبت (8 بهمن 1401/ 28 يناير 2023 / 6 رجب 1444) بآية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي وتحدّثوا معه أثناء حضورهم بيت سماحته.

وفقاً لتقرير موقع إسراء الرسميّ: قال آية الله العظمى الجوادي الآملي في لقاء مع مدراء قناة «القرآن والمعارف» التلفزيونيّة الإيرانيّة: إنّ للقرآن الكريم حديث في ثلاثة قطاع: وطنيّة، وإقليميّة، ودوليّة، ويجب سماعها والعمل على أساسها؛ إنّه مرشد ومعلّم جيّد لنا في القسم الوطني والإقليمي (الموحدون في العالم)، وفي القسم الدولي الذي يعود إلى مجال الإنسانيّة أيضاً لديه رسالة؛ ورسالة القرآن هي: أنّي قد جئت لأُحييكم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [1].

وقال سماحته: لقد جاء القرآن ليقول لنا: أيّها الإنسان! أنت لست مثل الشجرة التي تنمو أوّلاً خضراء وتؤتي ثمارها ثمّ تصبح حطباً ويتمّ كلّ شيء! بل أنت مثل الطائر الذي يتحرر من قفصه بعد الموت، فاعلم أنّ الموت ليس هو الفساد والإضمحلال، بل هو الخروج من الجسد المادي.

وصرّح سماحته: أنّه بصرف النظر عن حياتنا الظاهريّة، لدينا أيضاً حياة حقيقيّة، والإنسان هو موجود أبدي وثابت، وليس بساكن، والثبات هو في قبال الزوال؛ نحن لدينا روح ثابتة، ولدينا جسد إمّا ساكن أو متحرك؛ لذلك إذا كنّا ثابتين، فيجب علينا أنْ نبحث أيضاً عن علم ثابت، وهو في العدل والعقل!

وبيّن سماحته: أنّه يجب عليكم أنْ تحاولوا عبر الوسائط الإعلاميّة أنْ تثبتوا أنّ الإنسان موجود حيّ أبدي، ونحن إذا فهمنا هذه المعارف القرآنيّة فلن يكون هناك اختلاس، ولا خلاف، ولا كذب، ولا نفاق، ولا اختلاف، ولن تكون هناك مشاكل داخليّة، وستُزال هذه المشاكل.

قال آية الله العظمى الجوادي الآملي: يجب علينا جميعاً أنْ نسعى لأنْ نكون مسلمين حقيقيّين؛ لذلك كما طلب منّا القرآن، يجب أنْ تكون أفعالنا حكيمة ومتعقّلة، ويجب أنْ نتحرّك بطريقة تجعلنا معلّمين للمجتمع، وهذا لا يمكن تحقيقه ما لم نبدأ من أنفسنا أوّلاً وقبل كلّ شيء.

وبالإشارة من سماحته إلى إحراقات نسخ القرآن الأخيرة، قال: يظن بعض الناس أنّ القرآن مثل الكتاب أو الجريدة، وبحرقه يمكنهم منع نشر معارفه، غافلين عن أنّ القرآن الكريم له معارف سامية، ولا يمكن منع نشرها بهذه الأعمال! كلّ هؤلاء الثمانية مليار نسمة على هذه الكرة الأرضية تديرهم نفس هذه المعارف الإلهيّة التي قد بيّنت عن طريق الأنبياء الإلهيّين مثل النبي إبراهيم الخليل، والنبي موسى، والنبي عيسى (سلام الله عليهم)، ونبي الإسلام (صلّى الله عليه وآله وسلم).

وببيان من سماحته على أنّ تفسير تسنيم هو أحد ثمرات الحوزة العلميّة في هذه الأربعين سنوات، قال: عند ما بدأنا في تفسير القرآن، لم نتوقع أنْ يصل كتاب «تفسير تسنيم» إلى 80 مجلداً، ومع ذلك، كان الدخول في تفسير الآيات باختيارنا، لكن الخروج من هذا الموضوع لم يكن باختيارنا، وذلك لوجود العديد من الفضلاء والأساتذة الذين كانوا حاضرين في الدرس، وكانوا يطرحون إشكالاتهم وأسئلتهم الخاصة لکي تبيّن المباحث بشكل كامل! وهذه كلّها من بركات القرآن الكريم.

وقال سماحته في جزء آخر من كلامه: إنّ كلّ ما خلقه الله، خلقه مثلّث؛ أي: أنّ جميع مخلوقات العالم لها «نظام فاعلي»، و«نظام غائي وهادف»، و«نظام داخلي»، ممّا يعني أنّ أحد الأضلاع يعود إلى المبدأ، وهو: مَنْ خلقه؟ والضلع الآخر هو: لماذا خلقه؟ والضلع الثالث هو داخلي. لقد جاء القرآن ليقول لنا: لا تمثّلوا بهذا المثلث [أي: لا تشوّهوه]، ومن واجب الوسائط الإعلاميّة إيصال هذه الرسالة القرآنيّة؛ لأنّ المعلوم المشوّه هو علم مثلّج، وهو مثل الأرض الميتة التي لا تستطيع أيضاً حلّ مشكلها!

على الوسائط الإعلاميّة أنْ تعرف غرفة تفكير العدو وعليها أنْ تخزيه

وقد صرّح آية الله العظمى الجوادي الآملي في تبيين واجبات الوسائط الإعلاميّة: أنّ في إحدى الحروب، عند ما أعطى أميرالمؤمنين (سلام الله عليه) العَلَم لابنه ابن الحنفية، قال له: لا تنظر إلى هذا العدو الواقف أمامك فقط، بل انظر إلى غرفة تفكيره بعيداً؛ «ارم ببصرك أقصى القوم» [2]، أي: لا تنظر إلى هذا الجيش الحاضر فقط، بل انظر إلى غرفة تفكيره في الكوفة والشام! واليوم أيضاً يجب علينا أنْ نعرف أين هي غرفة تفكير العدو؟! يجب على الوسائط الإعلاميّة أنْ تعرف غرفة تفكير العدو وعليها أنْ تخزيه.

وفي الختام قال آية الله العظمى الجوادي الآملي: نرجو من الله تعالى أنْ يمنحنا، وجميع المسلمين، والموحدين، والبشر أجمعين، الخير، والصلاح، والفلاح في الدنيا والآخرة، ببركة دماء الشهداء الطاهرة، حتّى اليوم الذي لا نرى ولا نقول ولا نفكّر فيه سوى السلام والصفاء! ونرجو أنْ تكون جهودكم بليغة وناضجة في الوسائط الإعلاميّة، وأنْ توفقوا أكثر ممّا مضى في القيام بهذه المهمّة في نشر المعارف القرآنيّة على أحسن وجه وتحقيق أهدافكم.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] سورة الأنفال (8): الآية 24.

[2] المجلسي، بحار الأنوار (ط ـ بيروت): ج 32، ص 195، ح 144.


دیدگاه شما درباره این مطلب
أضف تعليقات