كأس المعرفة؛ مأخوذ من سلسلة كلمات سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي (حفظه الله)
باني الجنّة
إنّ المبدأ الفاعلي للعالم كلّه ـ سواء الدنيا أو الآخرة ـ هو الله سبحانه وتعالى، والخالق هو الله سبحانه وتعالى: ﴿اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [1]، وهو سبحانه وتعالى خالق جهنّم؛ لأنّها # مظهر عدالته، وهو سبحانه وتعالى خالق الجنّة؛ لأنّها # مظهر رحمته، فكلّ شيء هو سبحانه وتعالى خالقه، ولكن المواد الخام والمبدأ الفاعلي يوجده الإنسان نفسه، فالإنسان نفسه يصير # وقود جهنّم ـ أي: حطبها ـ، ثمّ يشعل الله سبحانه وتعالى هذا الحطب.
ففاعل كلّ شيء ـ حتّى الجنّة، وأشجار الجنّة، وأنهار الجنّة، وثمار الجنّة ـ هو الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك، فإنّ # علم الإنسان وعمله يوفران أرضيّة القابل، ومقدمته، ومبادئه؛ نفس التعبير الذي كان في # المعراج، وهو أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لمّا أُسري به إلى السماء سأل عن بعض الملائكة، وقال: ما لهم ينشغلون أحياناً ببناء الجدار، وأحياناً يمسكون ولا يعملون، مع أنّ الملائكة لا تتعب؟ قالوا له (صلّى الله عليه وآله وسلم): صحيح أنّنا نبني هذه القصور، لكن على البشر أنْ يوفروا هذه اللبنات ومواد البناء. قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): وما هي مواد بنائهم؟ قالوا: «سبحان الله، والحمد لله» [2]؛ # فالقول الصالح، و # العمل الصالح، هما مواد بناء الجنّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سورة الرعد (13): الآية 16.
[2] انظر: الطوسي، الأمالي (ط ـ دار الثقافة): ص 474، ح 1035.
# معراج النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم)
# آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي
# كأس المعرفة
# مقطع صوتي
# الضيافة الإلهيّة
# سورة الملك المباركة، الجلسة السابعة
# التاريخ: 03 / 09 / 1397 هـ ش
https://esra.ir
@a_javadiamoli_esra