كأس المعرفة؛ مأخوذ من سلسلة كلمات سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي (حفظه الله)

ضيافة الطهارة

قال وجود رسول الله المبارك (علیه وعلى آله آلاف التحیة والثناء): «هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى # ضِيَافَةِ الله‏» [1]، ونحن ضيوف الله سبحانه وتعالى طيلة حياتنا! ﴿هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [2]، وهو الذي أعطانا كلّ النعم، ونحن ليس لدينا شيء من أنفسنا.

ونحن ضيوف الله سبحانه وتعالى في مدى الزمان وكلّ أنحاء الأرض، ولكن ماذا يعطونا في شهر رمضان المبارك الذي هو # شهر الضيافة أو أثناء الحج والإحرام عند ما ندخل أرض الوحي ونكون ضيوف الله سبحانه وتعالى؟ ضيافة الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان المبارك أو أثناء الإحرام، شيء لا يوجد في تلك الأشهر العشرة الباقية، والشرط الأوّل في ضيافة شهر رمضان المبارك هو أنْ يتحلّى الإنسان # بالصفات الإلهيّة، ويتنزّه عن الأكل والشرب ونحوهما، وأنْ يصبح قدّوساً وسبّوحاً؛ فالضيف هو الذي لا يأكل ويجب ألا يأكل، والضيف هو الذي لا يشرب، ويجب ألا يشرب؛ والضيف هو الذي لا يرتكب الخلاف، ويجب ألا يرتكب الخلاف!

ونحن نقرأ في القرآن الكريم عن صفات الله سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى﴾ [3]، ونقرأ في قنوت صلاة عيد الفطر أيضاً أنّه «أَهْلُ التَّقْوی‏ وَالْمَغْفِرَة»؛ فالله سبحانه وتعالى متّقي ولا يرتكب الخلاف، ونحن أيضاً ضيوف أتقياء، فإذا بسطوا مائدة التقوى، ومأدبة التقوى، # وضيافة التقوى، ودعوا الإنسان إلى هذه الضيافة، فعليه هو أيضاً أنْ يستعين بمائدة التقوى؛ ولهذا قالوا: على الإنسان أنْ يتصرّف في شهر رمضان المبارك بطريقة تكون أعضاءه وجواره كلّها صائمة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الحر العاملي، وسائل الشيعة (ط ـ آل البيت عليهم السلام): ج 10، ص 313، ح 13494.

[2] سورة الذاريات (51): الآية 58.

[3] سورة المدثر (74): الآية 56.

# آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي

# كأس المعرفة

# مقطع صوتي

# الضيافة الإلهيّة

# سورة المزمل المباركة، الجلسة الأُولى

# التاريخ: 17 / 01 / 1398 هـ ش

https://esra.ir

🆔 @a_javadiamoli_esra​​​​​​​