كأس المعرفة؛ مأخوذ من سلسلة كلمات سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي (حفظه الله)

​​​​​​​

فخ الخداع

عند ما يريد الشيطان أنْ يخدع عالماً ورجل دين، فإنّه يخدعه بـ # التكاثر المناسب لمجاله؛ فيقول ذلك العالم: لدي هذا المقدار من التلامذة، ولدي هذا المقدار من المأمومين، وقد كتبت هذا المقدار من الكتب، ودرّست هذا المقدار من الدروس، ولدي هذا المقدار من المقلّدين، ومقلّدوي أكثر من مقلّدوه، والكتب التي كتبتها أكثر من الكتب التي كتبها منافسي، والتلامذة الذين ربّيتهم أنا هم أكثر من التلامذة الذين ربّاهم هو، فكلّ ما يجعل الإنسان مشغولاً بغير الله سبحانه وتعالى هو التكاثر والدنيا! ويقول المقاتل: إنّني ذهبت إلى جبهة الحرب أكثر من الآخرين؛ فعند ما يريد الشيطان أنْ يخدع، فإنّه يخدع كلّ شخص في مجاله؛ وإنّ العمل دقيق وصعب للغاية لدرجة أنّهم قالوا: إنّ جسر الصراط أدق من الشعر وأحد من السيف [1].

إذا أراد الشيطان أنْ يخدع رجل دين، أو عابداً، أو زاهداً، أو كاتباً، أو محققاً، أو عالماً، أو مرجعاً دينيّاً، لا يخدعه بتكاثر الأرض، وهو لا يقول: لدي هذا المقدار من الأراضي، أو هذا المقدار من البيوت؛ فكلّ إنسان يخدعه الشيطان بمجاله الخاص؛ وأحياناً بحسب تعبير المرحوم الأُستاذ العلّامة الطباطبائي (رضوان الله عليه) يكون الإنسان # تحت ولاية الشيطان فترة من عمره وهو لا يعرف ذلك! ولهذا عليه أنْ يحاسب [نفسه] كلّ يوم؛ وهذا الصراط المستقيم الذي نقول: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [2]، هو أدق من الشعر وأحد من السيف؛ فتشخيصه صعب، وطيّه أيضاً صعب، وبالطبع، عند ما عرفه الإنسان وتجاوزه، فحينئذٍ يصبح متّصف بصفات الملائكة أكثر من أيّ ملك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الكليني، الكافي (ط ـ الإسلامية): ج 8، ص 312، ح 486.

[2] سورة الفاتحة (1): الآية 6.

# آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي

# كأس المعرفة

# مقطع صوتي

# الضيافة الإلهيّة

# خطاب في شهر رمضان المبارك، الجلسة العاشرة

# التاريخ: سنة 1363 هـ ش

https://esra.ir

@a_javadiamoli_esra

​​​​​​​​​​​​​​