07 12 2022 844033 بطاقة تعريف:
image

مکانة السيّدة الزهراء (سلام الله عليها) العلميّة في بيان آية الله العظمى الجوادي الآملي

موقع إسراء الرسميّ: قد أشار آية الله العظمى الجوادي الآملي في جلسة درسه اليوم (7 ديسمبر 2022 الموافق لـ: 12 جمادي الأوّل 1444) إلى الأيّام الفاطميّة، وقال: هذه الأيّام، هي الأيّام الفاطميّة التي يجب أنْ نذكر فيها مأساة، ولكن أوّل ما ينبغي أنْ نذكره في مأساة أهل البيت (عليهم السلام) هو سرد معارفهم...

موقع إسراء الرسميّ: قد أشار آية الله العظمى الجوادي الآملي في جلسة درسه اليوم (7 ديسمبر 2022 الموافق لـ: 12 جمادي الأوّل 1444) إلى الأيّام الفاطميّة، وقال: هذه الأيّام، هي الأيّام الفاطميّة التي يجب أنْ نذكر فيها مأساة، ولكن أوّل ما ينبغي أنْ نذكره في مأساة أهل البيت (عليهم السلام) هو سرد معارفهم وفضائلهم العلميّة.

ثمّ شرع سماحته في ذكر حديث من كتاب الكافي الشريف، وقال: يروي المرحوم الكليني (رضوان الله تعالى عليه) في كتاب الكافي الشريف، في المجلد الأوّل، في «بَابُ جَوَامِعِ التَّوْحِید»، رواية مفصّلة عن أميرالمؤمنين (عليه السلام)، وَهَذِهِ الْخُطْبَةُ مِنْ مَشْهُورَاتِ خُطَبِهِ عليه السلام؛ تبدأ هذه الخطبة من هنا: عند ما استنهض أميرالمؤمنين عليه السلام الناس في حرب معاوية في المرّة الثانية، فلمّا حشد الناس، قام خطيباً، فقال:  «الْحَمْدُ لِلهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الْمُتَفَرِّدِ الَّذِي‏ لَا مِنْ شَيْ‏ءٍ كَانَ وَلَا مِنْ شَيْ‏ءٍ خَلَقَ مَا كَان»، وهذه الخطبة مفصَّلة، وهي کافية لمن طلب علم التوحيد إذا تدبّرها وفهم ما فيها. ثمّ قال المرحوم الكليني: «فلو اجتمع ألسنة الجنّ والإنس ليس فيها لسان نبيّ على أنْ يُبَيِّنُوا التوحيد بمثل ما أتى به بأبي وأُمّي ما قدروا عليه، ولولا إبانته عليه السلام ما علم الناس كيف يسلكون سبيل التوحيد»، ثمّ قال في بيان هذا الموضوع: هناك شبهةٌ منذ زمن طويل بين الملحدين ومنكري التوحيد، وهي: ما هو الإله الذي تقولون أنّه موجود منه؟ الله، إمّا «من شيء» وإمّا «من لا شيء»، وليس هو خارج عن کلا النقيضين؛ إنْ كان «من شيء»، فعندئذٍ كان هناك شيء قبل وجود الله، وخُلِق الله منه؛ وإنْ كان «من لا شيء»، فلا شيء يُخْلَق من العدم؛ هذا يخصّ الله نفسه؛ أمّا عن الخِلْقَة: هل خَلَق الله العالم «من شيء»؟ يعني هل أنّ هناك ذرّات، وقد جمع الله هذه الذرّات وأعطاها صورةً؟ وإنْ خَلَقَه «من لا شيء»، فهذا يعني أنّه جمع العَدَم وخَلَق الكون من العَدَم، وهذا غير ممكن؛ فإذاً وجود الله مشكلة، وكذلك خَلْق الله! لقد كانت هذه الشبهة منذ زمن طويل في أذهان الملحدين؛ ثمّ يقول المرحوم الكليني: إنّ أميرالمؤمنين (عليه السلام) حلّ هذه الشبهة الخانقة بتلك الخطبة المنيرة، وانّه إذا لم يكن هناك أنبياء وأولياء معصومون، فلا أحد يستطيع أنْ يتكلم بهذه الطريقة.

وتابع سماحته: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): أنّكم لم تفهموا مبدأ التناقض! إنّ نقيض «من شيء» ليس هو «من لا شيء»، فکلا الفقرتين موجبة؛ نقيض «من شيء» هو «لا من شيء»؛ والآن بعد أنْ فهمت، ارفع رأسك لتفهم، أنت لم تفهم مبدأ التناقض إطلاقاً، والآن جواب السؤال:

الأوّل) هل الله «من شيء» أم «لا من شيء»؟ نقول: هو «لا من شيء»، لأنّ وجوده هو نفس ذاته، ولم يرتفع النقيضين؛ فالله هو «لا من شيء»، وليس «من لا شيء»، حتّی تقولوا: إنْ کان «من شيء» فهو محل إشکال، وإنْ کان «من لا شيء» فهو أيضاً محل إشکال، لا! فإذاً، فيما يتعلق بذات الله، بما أنّ وجوده هو نفس ذاته، فهو «لا من شيء» (أي: لم يُخْلَق من شيء).

الثاني) وأمّا عن خِلْقَة العالم، سألتم: هل خَلَق الله العالم «من شيء» أم «من لا شيء»؟ نقول: هذا السؤال خطأ! أنتم لم تفهموا النقيضين على الإطلاق، اطرحوا السؤال بصورة صحيحة، قولوا: هل خَلَق الله العالم «من شيء» أم «لا من شيء»؟ نقول في الجواب: «لا من شيء»، وهذا مبدع؛ لم يخلق الله العالم من شيء، بل ابتدعه؛ ولأنّه ابتدعه، فهو «لا من شيء»، وليس «من لا شيء»!

 

 

 

ثمّ أشار سماحته إلى مكانة السيّدة الزهراء (سلام الله عليها) العلميّة، وقال: إنّ عظمة خطبة أميرالمؤمنين (عليه السلام) قد اتّضحت، ولكن في بداية خطبة السيّدة الزهراء الفدکيّة نفس هذا الکلام، قبل 25 عاماً من خطبة أميرالمؤمنين (عليه السلام)، ولعلّ المرحوم الكليني لم يصل إلى تلك الخطبة حتّی يتکلّم عن مکانة السيّدة الزهراء (سلام الله عليها)!

 

 

 

 

 


دیدگاه شما درباره این مطلب
1 تعليق