دانلود pdf

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم

بسم الله الرحمن الرحیم

«الحمد لله رب العالمین و صلّی الله علی جمیع الأنبیاء و المرسلین و الأئمة الهداة المهدیین و لا سیما خاتم الأنبیاء و خاتم الأوصیاء(علیهما آلاف التحیة و الثناء)، بهم نتولَّی و من أعدائهم نتبرّءُ إلی الله».

قدومکم أنتم أیها المثقفون و یا اهل النخبة و یا طلّاب الحوزة و الجامعة مُکرَّم عندنا، أعمال و عبادات جمیعکم فی هذا الشهر ألملآن برکةً إن‌شاءالله سبحانه و تعالی مقبولتان عند الذات القدسی الإلهیة.

قبل الورود فی الإبلاغ تصل نکتة واحدة و مطلب واحد حول الضیافة الإلهیة إلی سمعکم و هی: أنّ الله سبحانه و تعالی فی زمان الشهر المبارک شهر الصیام: شهر رمضان یضیف عباده و فی أرض الوحی یضیف الحجّاج و المعتمرین و لکن قال سبحانه و تعالی أنتم معشر ضیوف الرحمن فی هذا الزمان أو فی تلک الأرض تستطیعون أن تکونوا مضیفین لی، أنا الله ضیف جید و أیضاً مضیف جید، إذا أنتم ضیوفی فإنّی استطیع أن أکون ضیفاً لکم و أنتم تقدرون أن تکونوا مضیفین لی «أَنَا عِنْدَ الْمُنْکَسِرَةِ قُلُوبُهُم‏»[1] إذا احترمنا الضیافة فی تلک الأرض و فی هذا الزمان المبارک و دخلنا مقرّ العبد الصالح نجد قلباً منکسراً، و إذا کان عند أحدٍ قلب منکسر کان مضیفاً له سبحانه و تعالی، و الله سبحانه و تعالی ضیف لقلب منکسر، «أَنَا عِنْدَ الْمُنْکَسِرَةِ قُلُوبُهُم‏».

فی جریان هذا الفیروس المنحوس (کرونا) القلوب الکثیرة من الناس إنکسرت، و نحن راجون من الله سبحانه و تعالی أن یتقبّل ضیافة هذه القلوب المنکسرة و هذه الأدعیة الخالصة لهذه الأیام المبارکة (شهر رمضان) و أن یزیح الله سبحانه و تعالی و یبید و یعدم بأحسن وجهٍ هذا المرض من فوق هذه الأرض التی  هی مسکن البشر و أن یوفّق الله سبحانه و تعالی العلماء و الأعزّاء من علم الطّب فی کشف هذا الدواء، و ببرکة هذا النظام الإسلامی تنجو الجامعة البشریة مع الدواء المنکشف ببرکة النظام الإسلامی.

أمّا حول المرحوم صدر المتألّهین فأنتم مستحضرون أنّ المرحوم صدر المتألّهین مع غضّ النظر من تلک البحوث العقلیة التی  هی موجودة فی کتاب الأسفار و سائر المخطوطات و المکتوبات، شرح المرحوم کتاب ـ أصول کافی ـ للمرحوم الشیخ الکلینی، النقطة المهمّة فی إنتخاب شرح أصول الکافی هی أَنّ المرحوم الکلینی فی الخطبة المملوّة برکةً التی  طبعت فی المجلّد الأوّل من أصول الکافی التی  شرح هذه الخطبة شرحاً کاملاً المرحوم میر داماد فی کتاب (الرواشح السماویة)[2] آخر سطر من هذه الخطبة هذه «إِذْ کَانَ الْعَقْلُ هُوَ الْقُطْبَ الَّذِی عَلَیهِ الْمَدَارُ وَ بِهِ یحْتَجُّ وَ لَهُ الثَّوَابُ وَ عَلیهِ الْعِقَابُ»؛[3] یعنی : أنّ قطب ثقافة الإسلام العقل. قطب التعلُّم و قطب التعلیم و عالمیة الإسلام هو: العقل، إذ عَلّمنا فی زیارة الجامعة الکبیرة الأئمّة المعصومون علیهم السلام، أمر ذلک الوجود المبارک حضرة الإمام الهادی علیه السلام: لَمّا وصلتم إلی مراقد الأئمّة علیهم السلام بعد عرض الحوائج العامّة فی تلک المراقد، اعرضوا علیهم: «أَنِّی ...‏ مُحَقِّقٌ‏ لِمَا حَقَّقْتُمْ‏ مُبْطِلٌ لِمَا أَبْطَلْتُمْ»[4] إنّی علی الحقّ معکم أّتکلّم و إنّی مثبت کل کلام باطل معکم و أقرّره و لا أقبله، و هذه الجملة ما تعلّمها الأفراد العادیون و لم یجمعوها، نعم هذه الجملة تعلّمها الخاصّون من تلامذة الأئمة علیهم السلام، مثل الکینی الذی  یقول: قطب الثقافة لِلملّة و الجماعة عقل تلک الملّة و الجماعة، و المرحوم صدر المتألهین فتح هذا المطلب.

لو أسر المحور و القطب و کان فی أسرٍ و غُلٍّ لم یذق تلک الملّة و الجماعة طعم الحرّیة و لم یغمض تلک المملکة من فیض و فوز و نجاح الحریة عینها. المرحوم الکلینی قال: قطب الثقافة للجماعة و الملّة هو عقل تلک الملّة «إِذْ کَانَ الْعَقْلُ هُوَ الْقُطْبَ الذی  عَلَیهِ الْمَدَارُ وَ بِهِ یحْتَجُّ وَ لَهُ الثَّوَابُ وَ عَلیهِ الْعِقَابُ»، المرحوم صدر المتألّهین من جهة جعل قطبیة العقل و العلم بواسطة السعی و الإجتهاد و من جهة ثانیة قبول النفی من بلد و تبعیده إلی مکان آخر و من جهة ثالثة تحمّل المنافیات و عدم الملائمات للفرد من الصدیق و اهل المعرفة، فتح ید العلم و رجله، و بالتأکید فتح ید العلم و رجله.

معنی حرّیة الید و الرجل للعقل و العلم هو: أنّ بعض الناس جعل العلم فی دائرة الماهیة، تلک الماهیة العرضیة، بالمتعارف و بالعادة یعتقدون أنّ العلم جزء مقولة «الکیف»، و یعتقد بعض آخر أنّ العلم من مقولة «المضاف» ذات إضافة، مثل الفخر الرازی، و الآخرون جعلوا العلم صاحب ماهیة. الأوّل لیس للعلم طریق فی دائرة الجوهر و جعلوا العلم فی حدّ العرض، و الثانی أنّ الأعراض التسعة بعضها ضعیف و بعض آخر أضعف من بعض، و جعلوا العلم فی العرض الأضعف باسم الإضافة أو کیفیة ذات إضافة، و مثل ذلک من العبارات، و جعلوا العلم فی قید الماهیة من جهة، و من جهة أُخری لمّا أرادوا أن یتکلّموا حول العلم أظهروه فی لباس الوجود الذهنی، تکلّمهم علمی و لکن تفکّرهم وجود ذهنی، کم فرق بین العلم و بین الوجود الذهنی، الفرق بین العلم و الوجود الذهنی هو الفرق بین السماء و الأرض! الوجود الذهنی هو وجود ذهنی، و العلم وجود خارجی، و لکن موطن العلم هو النّفس، صفة القدرة لها وجود خارجی و موطنها النّفس، صفة العدل لها وجود خارجی و موطنها النّفس، و العلم لیس من سنخ القدرة و العدل، بل العلم من سنخ الثقافة و له وجود خارجی و لکن مسکنه النفس، و کم فرق بین الوجود الذهنی و الوجود العلمی!

و إذا أرادوا أن یعرّفوا العلم یقولون: «العلم هو صورة الحاصلة من الشیء لدی العقل»،[5] إنّ هذا المعلوم لیس بعلم و وجود ذلک وجود ذهنی لا هذا الوجود، وجود علمٍ و لیس ذلک المعلوم، المعلوم علم و نحن عندنا علم بتلک الصورة، علمنا ما هو؟ لیس علمنا هذه الصورة، هذه الصورة معلومنا و وجود هذه الصورة لیس بعلمٍ، هذا وجود ذهنی، فی أثر عدم نیل المحقّقین و فی أثر عدم وجود قسم الفلسفة و العقل هذان الأمران ربطا و شدا ید و جناح العلم، الأوّل أنّهم اعتقدوا أنّ العلم من سنخ الماهیة و حصروه فی زمرة الأعراض، و الثانی أنّهم إذا أرادوا أن یتکلّموا عن العلم تکلّموا علمیاً و لکن تفکّروا بالوجود الذهنی، الکلام کلام العلم و لکن یتکلّمون عن الوجود الذهنی. إذا قالوا العلم ما هو؟ یقولون فی الجواب: «الصورة الحاصلة من الشیء لدی العقل» و هذا المطلب معلوم و محرز أنّ الشیء المعلوم له وجود و ذلک الوجود وجود ذهنی.

بناءاً علی هذا فی أثر الغفلة من بعض المعروفین صار العلم مغلولاً و مقیداً، هذا من جهة، و من جهة أخری فی جریان الیوم الحاضر جعلوا العلم مغلولاً و مقیداً بقید آخر، یعتقدون أنّ العلم إنّما هو لرفع حاجات المعیشة و الحیاة و یقولون: لا عمل لنا بالواقع، نحن نرید أن ینحلّ مشکلتنا بهذا العلم و نحن لیسوا بصدد کشف الحقیقة، نحن نرید أن ینحلّ مشکلتنا بواسطة الرحلات الجوّیة و الرحلات البحریة و الرحلات البرّیة الصحراویة، هندسة الأبنیة التی  لنا تنحلّ، مسئلة الزراعة التی  لنا تنحلّ، نحن نعتقد أنّ العلم وسیلة و أداة و آلة لرفع الحاجات البشریة، و أمّا العلم بأی مقدار یکشف عن الواقع أو لا یکشف؟ و هل فی دائرة حسّنا نقدر علی تحصیل الجزم أو فی حدّ الظن و الحسبان؟ یقولون: لا یحصل لدینا مشکلة، نحن نحلّ عملنا و مشکلتنا بهذا العلم.

بنائاً علی هذا فی سالف الزمان قیدوا و ربطوا العلم ألجهتینِ، فی الجریان الحاضر جعلوا العلم فی هذا البحث، إذا کان العلم لجهة رفع المشکلات فی الوقت إذا مات الإنسان لیس عنده حینئذ مشکلة، لیس له عمل، لیس له زراعة، لیس له رعی و ماشیة، لیس له صنعة و حرفة، لا حاجة إلی العلم فی ذلک الوقت هذا الموجود الأبدی موجود صفر الید. نحن لابدّ من أن نفکّر أکثر من هذا حول حریمنا و دائرتنا، و هو أنّا لنا وجود أبدیّ، الموجود الأبدیّ لیس له سنة و لا شهر، الموجود الأبدی یخرج من الجلد و لا یبلی، الموت هو خروج من الجلد و لیس یبلی، فعلی هذا الأساس نقول: إنّ الذی  دخل السجن بأیدی الأقرباء دون الغرباء أو الذی  صار أسیراً کان محتاجاً إلی إطلاقه و حرّیته، هذا العلم الذی  غُلّ و قید بید الغربی أو غیر الغربی و یقول الشخص: نحن نرید العلم لجهة رفع الحاجات لا لجهة کشف الواقع و الحقیقة، معناه أنّ هذا الشخص من جهة قید و ربط العلم.

کثیر من العلماء و المتکلمین و الحکماء سعوا و إجتهدوا أن یکون القسم الثانی له علم و له واقعیة، الأوّل یبین الواقعیة، و الثانی أنّه موجود مجرّد، و الثالث أنّه معنا إلی الأبد، و الرابع أنّنا إلی الأبد نعیش مع العلم، و الخامس أن هذا العمل فعله الآخرون، و لکن صدر المتألّهین سعی أکثر من الآخرین لجهة إطلاق و تحریر العلم فی هذا القسم الثانی.

أمّا ذان العملان القویان اللذان عملهما المرحوم صدر المتألّهین فهو أنّ المرحوم أخرج العلم من دائرة الأعراض التسعة، و إضافة علی ذلک أنّه أطلق و حرّر العلم من عنوان الماهیة، و أذعن المرحوم أنّ العلم نحو وجود، و حیث کان العلم نحو وجود لم یکن العلم من سنخ الماهیة، و حیث لم یکن العلم من سنخ الماهیة فهو لیس بجوهر و لا عرضٍ، و إذا لم یکن العلم من سنخ الجوهر و العرض لم یمکن العلم الحصولی بذلک العلم، إذا لابدّ من إلفاء الوجود الخارجی، لابدّ من الحضور عنده و یصیر عالماً، و إلا فهذه الحروف (عین) و (لام) و (میم) لیست بماهیات، فهی لیست بجوهر و لا عرض، و عملوا هذا فی بحث العلم بانّ العلم سنخ وجود و مقول بالتشکیک و لیس من سنخ الماهیة، و عملوا ذلک الإبتکار العمیق حیث فصلوا العلم من حد الوجود الذهنی، و اعتقدوا أنّ العلم وجود، هذا (عین و لام و میم) لفظ له مفهوم و هذا المفهوم له مصداق و ذلک المصداق موجود فی النفس لا فی الذهن، و لیس للعلم إرتباط بأی نحو من الأنحاء بالوجود الذهنی، حذار حذار ان یتکلّم احد علمیاً و یفکّر وجوداً ذهنیاً.

المرحوم صدر المتألّهین أظهر العلم بهذه الصورة فهو أخرج العلم من بئر الماهیة المظلمة و وقف أمام هذا الإشتباه، و قال أیضاً: إنّ العلم جوّال و متحرّک و العالِم متحرّک بهذه الحرکة، الرجل النائم فی القافلة العلمیة فی السّیارة العلمیة، فی الطائرة العلمیة، فی القطار العلمی فی حال السیر و الحرکة، قیل له: أنت أیها النائم فی الحرکة مَهِّد لهذه الحرکة الجوهریة فی العلم و فی الرجل العالم مکاناً، و قال هذه الأمور و هذه الأشیاء متحرّکات و متحوّلات حتی تصل إلی ذروتها و نهایتها و هناک تستریح. محلّ الإستراحة لیس بقبر، المدفن لیس بمکان للأموات، محلّ الإستراحة ذلک المکان الذی  یصل الإنسان إلی الثبات لا إلی السکون و الهدوء، الإنسان الذی  یسکن و یهدأ لیس بحی و الإنسان الذی  یثبت حَی، المرحوم صدر المتألّهین اخترع هذا و قال: إنّ هذه الحرکة الجوهریة لیست بآلة العمل، أنتم سواء کنتم تریدون أم لا تریدون فی الحرکة، و لکن إسعوا و إجتهدوا أن تدرکوا جیداً الصراط المستقیم الذی  هو عمل الشارع، و اعلموا أنّ العقل سراج و مصباح و لیس بصراط، الصراط فقط یأتی من ناحیة الشرع و لا غیر، المهندس فقط من ناحیة الشرع و لا غیر، و الشرع عنده هندسة، عنده صراط، عنده طریق، عنده عقل و سراج، عنده مصباح، عنده طریق المعرفة، و عنده الخبیر بالطرقات. هذه الأمور العظیمة فعلها صدر المتألّهین.

فی الأمس الدابر کان له جیران قلیلو المحبّة و قضی عیشه و حیاته فی الغربة، و کان عنده تلامذة قلیلو المحبّة به و هؤلاء التلامذة لم یفتحوا کلامه و کان له أصدقاء قلیلو المحبّة به، کلام المرحوم صدر المتألّهین تقریباً لمدّة أربعة قرون کان مستوراً. نعم! فی هذه الأوساط جاء حکماء عظام، و لکن کان بعضهم مخالفاً للمرحوم و بعضهم موافقاً له فی حدّ التقیة، بعض کان موافقاً فی حدّ شرح قصیر لکلماته، و أمّا الذی کان وارثاً لصدر المتألّهین و قدیراً علی هذه الأعمال الأساسیة و الإبتکارات التی  جاء بها المرحوم الذی  أخرج العلم من ظلمة بئر الماهیة و الذی  أخرج العلم من ظلمة بئر العرض و الذی  أخرج العلم من ظلمة بئر الوجود الذهنی و الذی  أخرج العلم من السکون و الهدوء إلی الحرکة فلم یتحقق هذا الوارث، و هذا الإبتکارات العظیمة فعلها نفس المرحوم صدر المتألّهین لا غیره.

المرحوم حرّک الجامعة فی ذلک الوقت، حوّل الجامعة، و کلمات المرحوم لهذا الیوم أیضاً نافعة، و هی أنّ العلم موجود مجرّد و نحن نستفیذ کثیراً من هذه الکلمات، الواحدة من تلک الکلمات هذه المشکلات التی  فی دنیانا و إلا فالقسم المهمّ من النفع الذی  نأخذه من العلم هو بعد الموت، نحن الموجودون و علمنا و ازلیتنا و ابدیتنا و سرمدیتنا العائشون مع العلم، و من هذه الجهة قال الإسلام «طَلَبُ‏ الْعِلْمِ‏ فَرِیضَةٌ»[6] و أنتم مستحضرون أن حرف «التاء» فی کلمة «فریضة» تاء المبالغة، مثل تاء طاغیة و راویة و علّامة، و إلّا کان المبتدأ مذکراً و الخبر مؤنثاً و هو لا یجوز.

الإسلام أکّد علی أنّ الإنسان مادام یتنفس لابدّ من أن یکون عالماً و معنی العلم هو هذا، ببرکة النظام الإسلامی و ببرکة الدماء الطاهرة من الشهداء کثیر من المسائل حلّت. أنتم العظماء تکونون من اهل فارس و شیراز، أنتم قبل الآخرین مسئولون، طلاب حوزة علمیة شیراز و کذلک طلاب جامعة شیراز عموماً و تلک المنطقة الخاصّة التی  تخصّکم خصوصاً وارثون لهذه الدقّة، وارثون لهذه الحکمة، وارثون لهذه المعرفة، وارثون لهذا التراث النفیس العظیم، الذی  عبّر المرحوم الکلینی عن هذا العقل بـ «القطب الثقافی» لتلک الملّة و الجامعة. و نحن راجون من الله سبحانه و تعالی ببرکة هذا الشهر المبارک شهر رمضان أن یکون سعیکم و إجتهادکم أنتم السادة و النخب و المثقفّون من الطلّاب الحوزویة و الجامعیة بنحو بحیث یکون القرآن و العترة الطاهرة بواسطة هذا القطب الثقافی العقلی و العلمی یوماً بعد یومٍ أن ینفتح أکثر فأکثر حتی نقدر علی فعلیة و عملیة الآیات التی  تقول ﴿لِیظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ﴾[7] و تحققها فی الخارج.

الوجود المبارک النبی(علیه و علی آله آلاف التحیة و الثناء) قال: «الْإِسْلَامُ یعْلُو وَ لَا یعْلَی عَلَیه»[8] و هذه الجملة خبریة و لکن قالها و ألقاها بداعی الإنشاء و الإیجاد و إلا فالإسلام بنفسه و وحده لا یعلو و لازم علی المثقفین الحوزویین و النخب الجامعیة أن یحترموا هذا القطب الثقافی الکلینی بمعنی أن یحترموا هذا العقل و من حیث العلم و العقل یتشرفون إلی مراقد الأئمة المعصومین علیهم السلام عاقلین عالمین و فی أثناء الزیارة یعرضون علی الأئمة علیهم السلام بأنّا جئنا إلی زیارتکم بعنوان محقّق لعرض الإرادة علیکم و المحبّة «أَنِّی ...‏ مُحَقِّقٌ‏ لِمَا حَقَّقْتُمْ‏ مُبْطِلٌ لِمَا أَبْطَلْتُمْ ... مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِکُمْ»، و نحن راجون من الذات المقدّسة الإلهیة أن یحفظ و یحرس نظامنا و قائدنا و مراجعنا و دولتنا و شعبنا و مملکتنا، حوزتنا و جامعتنا و أن یحفظ فرداً فرداً من هذه الملّة النفیسة الغالیة و المثقّفة و أن یحفظ جمیعنا فی ظلّ القرآن و العترة، أرواح الماضین مثل العلّامة الطباطبائی و صدر المتألهین و جمیع الحکماء و جمیع الفقهاء و جمیع الشجعاء، نرجو أن یکونوا مشمولین للأدعیة الخاصّة للذات المقدّسة الإلهیة و الأنبیاء و الأولیاء الإلهیة، فیض الله و رحمته و فوزه تشمل أولئک المذکورین و یحشر شهدائنا مع شهداء کربلاء، الشهداء الأخیرون أیضاً یکونون مورد عنایة الذات المقدّسة الإلهیة و هذه المملکة التی  هی مملکة الإمام ولی العصر علیه السلام تکون محفوظة حتی ظهور ذلک البدر النورانی محفوظة من کل آفة و نکبة، و أنتم العظماء من الحوزة و الجامعة تکونون مشمولین لعنایة خاصّة ولی العصر(أرواحناه فداه).

«غفر الله لنا و لکم و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته»



[1]. منیة المرید, ص123؛ بحار الأنوار (ط ـ بیروت)، ج70، ص157؛ «وَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ کُلَّ قَلْبٍ حَزِینٍ وَ سُئِلَ أَیْنَ اللَّهُ؟ فَقَالَ: عِنْدَ الْمُنْکَسِرَةِ قُلُوبُهُمْ».

[2]. الرواشح السماویة فی شرح الأحادیث الإمامیة(میر داماد)، ص39.

[3]. الکافی(ط ـ الاسلامیة)، ج1، ص9.

[4]. من لا یحضره الفقیة، ج2، ص614.

[5]. شرح إشارات و تنبیهات، ج2، ص308، نمط 3، فصل7.

[6]. الکافی(ط ـ الإسلامیة)، ج‏1، ص30.

[7]. سوره توبه، آیه33؛ سوره فتح، آیه28؛ سوره صف، آیه9.

[8]. من لا یحضره الفقیه، ج4، ص334.


دیدگاه شما درباره این مطلب
0 Comments