بحسب موقع إسراء الرسميّ: التقى حجة الإسلام والمسلمين أبوالقاسم مقيمي مدير القسم البحثي في الحوزة العلميّة بقم المقدسة، والوفد المرافق، اليوم الاثنين 12 ديسمبر 2022 (17 جمادي الأوّل 1444) بآية الله العظمى الجوادي الآملي وتحدّثوا معه أثناء حضورهم بيت سماحته.
صرّح آية الله العظمى الجوادي الآملي في هذا اللقاء: هناك كلام جديد في القرآن لا يوجد في أيّ مكان في العالم، كتاب علميّ عميق يعبّر الجميع عن عجزهم في مواجهته، وبالتالي يجب على الحوزة العلميّة أنْ تبذل اهتماماً خاصّاً للقرآن أكثر من الآخرين، ويجب أنْ يکون القرآن هو الکلام الأوّل في الحوزة العلميّة.
وقال سماحته: لم يكن المرحوم آية الله البروجردي فقيهاً فقط، بل كان أيضاً مديراً جيّداً، وکان لديه الکثير من الإبداعات في الحوزة العلميّة، وقد بذل جهداً کبيراً حتّى يتمكّن الحوزويّون من الوصول إلى أقوال الفقهاء المتقدّمين الأُوَل الذين هم صلة الوصل بيننا وبين الأئمّة الطاهرين [عليهم السلام] وكذلك بذل جهداً في مباحث الفقه المقارن حتّى يكون الطلّاب والأساتذة على دراية بالفقه السني، کما وقد ورد في مجال المباحث الرجاليّة وتطوّر الطبقات، وإعادة طبع کتاب «مفتاح الكرامة» لإطلاع الحوزويّون على أقوال المعاصرين، وکان لديه الکثير من الإبداعات في هذا المجال ويجب على الحوزة العلميّة أنْ تبذل إهتماماً خاصّاً في هذه المجالات.
وقد أشار سماحته في جزء آخر من حديثه إلى ضرورة اهتمام الحوزة العلميّة لدفع الشبهات الحديثة، وقال: كانت هناك مساجد كبيرة وفقهاء مشهورون في الأندلس السابقة، مثل ابن حزم الأندلسي، وابن رشد الذي يذکره المرحوم البروجردي بعظمة، ولكن الشبهات وأقلام الفلاسفة جعلوا هذه المساجد تتحوّل إلى كنائس، وتحوّلت هذه الكنائس إلى مستودعات، وتمّ إزالة الإسلام؛ أي: لم تكن الحروب الصليبيّة، والسيوف، والرصاص، هي التي أزالت الإسلام من هذه المنطقة، بل كانت الشبهات وأقلام الفلاسفة الغربيّين هي التي أزالت الإسلام من مسجد قرطبة ولم يعد هناك أخبار عن الإسلام، وحتّى الآن هذا الخطر موجود ويجب على الحوزة العلميّة أنْ تتدخل في مجال دفع الشبهات العلميّة.
وأكّد آية الله العظمى الجوادي الآملي: يجب على الحوزة العلميّة أنْ تبذل اهتماماً خاصّاً للفلسفة والمباحث العقليّة وأنْ تجيب على الشبهات العلميّة؛ لأنّ «العقل» هو القطب الثقافي للإسلام، وهذا يمكن أنْ يقف أمام كانط وأمثال كانط والفلاسفة الغربيّين.
وقال سماحته: إنّ الحوزة العلميّة عند ما ترجع إلى القرآن تكون حيّة، ويخبرنا القرآن أحياناً أنّه ينبغي علينا أنْ نكون علماء، وفي بعض الأحيان يقول: إنّكم أولاد إبراهيم الخليل، وبالتالي اتبعوا طريق أبيکم؛ وإذا کانت للحوزة العلميّة أفکار إبراهيميّة فلن تکون مکتوفة الأيدي في يوم الخطر؛ فإنّ إبراهيم الخليل بالإضافة إلى المقامات الإلهيّة كان أيضاً عالم الإجتماع، ولذلك قال: إنّه لا بدّ من بناء مسجد لکي يجتمع الناس حوله، لكنّه لم يكتفي بوجود المسجد والكعبة، وقال: إنّ هذه الكعبة أيضاً تريد مدينة عامرة، ثمّ قال: إنّ المشكلة لن تحل بالمدينة العامرة إلّا بضمان أمنها: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِناً﴾ [سورة البقرة (2): الآية 126]؛ ونحن إذا كنّا نفكّر وفقاً للقرآن، فبجانب بناء المساجد والمدن، يجب علينا أيضاً التفكير في الأمن؛ والحوزة العلميّة أيضاً مسؤولة عن توفير الأمن ويجب عليها الدخول في هذا المجال وأنْ تُبدي رأيها؛ لذلك، يجب عليها أنْ تدرس الدراسات، والمقالات، والأطروحات حول هذا الموضوع.