موقع إسراء الرسميّ: التقى الدكتور مرتضى سقائيان نجاد، رئيس بلدية قم المشرفة، اليوم الثلاثاء (18 أبريل 2023 الموافق لـ: 27 رمضان المبارك 1444) بآية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي وتحدّث معه أثناء حضوره بيت سماحته.
وقد أعرب آية الله العظمى الجوادي الآملي عن تقديره وشكره لجهود بلدية قم المشرفة في هذا اللقاء، وقال: هذه الجلسات هي لإصلاح النواقص، وإلّا فقد تمّ إنجاز أعمال جيّدة جدّاً في البلدية، وتقبل الله هذه الأعمال الإيجابيّة منكم ومن جميع زملائكم.
وتابع سماحته: المشكلة الأساسيّة هي أنّنا في بعض الأحيان نتكلّم بشكل مدني، لكنّنا نفكّر بشكل شخصي، وأنّه في بعض الموارد يكون القطاع الخاص غير الحكومي متقدّماً على القطاع الحكومي، ليس لأنّ ذلك الشخص قد درس أكثر أو بذل المزيد من الجهد، بل نظرته مختلفة؛ لأنّه يفكّر، ويعلم أنّه ينبغي أنْ يقوم بعمل جيّد طالما هو على قيد الحياة.
وقال حضرته: على موظفو البلدية أيضاً أنْ يفكّروا على هذا النحو بأنّنا طالما نحن على قيد الحياة يجب أنْ نفكّر بشكل مدني، لا شخصي؛ ولذا إذا كان هذا هو الحال، فعند ما يأتي الناس، لا يؤخرّونهم بسبب خططهم الخاصة، ولا يؤجلون عملهم في ذلك اليوم إلى الغد، فإذا أتيحت الفرصة لشخص ما، واستطاع القيام بعمل الناس، فعليه أنْ يقوم بعملهم، وإلّا فقد تصرّف بشكل شخصي!
وذكر سماحته: أنّه لا ينبغي أنْ نتخيّل أنّنا نقوم بالعمل من أجل الحكومة، بل ينبغي أنْ نصدّق أنّنا أحياء، وموجودون، وموجودون، وعلينا أنْ نحضّر متاعاً للآخرة من خلال مساعدة الناس وعدم تأخير عملهم.
وقال آية الله العظمى الجوادي الآملي: يا ليت أنْ نضع القرآن على الرأس كلّ ليلة، بما أنّ معارف القرآن الكريم حيّة، والمعارف الإلهيّة تقول لنا: إذا أردتم أنْ تكونوا آدميّين، وإذا أردتم أنْ تنموا، عليكم أنْ تفكّروا بشكل عالمي، فنحن نعيش في قرية واحدة، ومتواصلون مع الناس، وعليكم أنْ تطلبوا من الله سبحانه وتعالى الخير للجميع.
وتابع سماحته: لقد ورد في کلام أهل البيت (سلام الله عليهم) أنّه مَنْ سقى شجرة عطشانة فكأنّما سقى مؤمناً من ظمأ؛ أليس هذا الدين قابلاً للتقبيل؟! هذه المعارف كانت موجودة في مدرستنا [مدرسة أهل البيت (سلام الله عليهم)] قبل إدراجها في القانون الدولي، فعلينا أنْ نعرفها ونعمل بها.
وقال سماحته في جزء آخر من كلامه: إنّ الفقر نوعان: فقرٌ اقتصادي، وفقرٌ طبيعي؛ الفقر الطبيعي لا يمكن منعه، وهو ليس عاراً، لكن الفقر الاقتصادي عار؛ ولذا يجب علينا أنْ نتحرّك في اتجاه لا يكون هناك فقر، لا أنّه لا يكون فقيراً، كما قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (سلام الله عليه): «لو تمثّل لي الفقر رجلاً لقتلته»؛ أي: أنا إذا رأيت الفقر أضرب عنقه! يعني: أنّي لم آت لأنْ أُساعد الفقير، بل جئت لأمنع الفقر! وواجبنا الرئيسي هو منع الفقر.
وفي بداية هذا اللقاء، قدّم رئيس بلدية قم المشرفة، الدكتور سقائيان نجاد، تقريراً عن مسار الأعمال المتعلقة بالأنشطة المدنيّة في قم المشرفة لسماحته.