08 03 2023 1165197 بطاقة تعريف:
image
سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي:

إنّ موضوع الإمامة هو عامل لحياة المجتمع البشري / إذا كانت حياة الإنسان حكيمة فسيكون له موت حكيم

موقع إسراء الرسميّ: بالتزامن مع منتصف شهر شعبان، ذكرى ولادة صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، أقيمت مراسيم تعميم مجموعة من طلّاب الحوزات العلميّة على يد سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي في بيت سماحته.

 

 

موقع إسراء الرسميّ: بالتزامن مع منتصف شهر شعبان، ذكرى ولادة صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، أقيمت مراسيم تعميم مجموعة من طلّاب الحوزات العلميّة على يد سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي في بيت سماحته.

قال سماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي في خطابه ضمن تبريكه وتهنئته بمناسبة مولد صاحب العصر والزمان (صلوات الله وسلامه عليه): إنّ موضوع الإمامة هو عامل لحياة المجتمع البشري، والإمامة تحيي البشر وتعطي الحياة، وقد ورد عن النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنّه: «مَنْ ماتَ‎ ‎وَلَمْ يَعْرِفْ‎ ‎إمامَ ‏زَمانِهِ‎ ‎مَاتَ‎ ‎مِيتَةً جَاهِلِيَّة»؛ أي: مَنْ مات ولم يعرف إمام زمانه، ولم يؤمن به، ولم يمتثل أوامره، فموته يكون ميتة جاهليّة، والمراد من هذه الجاهليّة هي الجاهليّة الإعتقاديّة، وهي إمّا كفرٌ أو ضلال!

وببيان من سماحته على أنّه إذا كانت حياة الإنسان حكيمة فسيكون له موت حكيم، قال: الموت هو عصارة الحياة، وإذا كان موتُ شخصٍ ما ميتة جاهليّة، فيتّضح أنّه كان يعيش مدى عمره حياة جاهليّة، ومثل هكذا شخص كان يسقي شجرة الجاهليّة خلال حياته، وبالتالي قد ظهرت نتيجة هذا الأمر حين وفاته؛ وإلّا فنفس الموت ليس له جاهليّة ولا حكمة! بل إنّ هداية الموت وضلالته يرجعان إلى الارتباط بالحياة البشريّة؛ لذلك، فإنّ موت مَنْ لم يعرف إمام زمانه هو ميتة جاهليّة، وهذا يعني أنّ حياته أيضاً حياة جاهليّة.

وتابع سماحته: إنّ المراد من لفظ «الإمام» في هذا الحديث، ليس هو «الإمام» في قبال «النبيّ»، بل المراد هو «حجة الله البالغة» التي كانت بين الناس في كلّ عصر، وهي أعمّ من الأنبياء أو الأئمّة المعصومين (سلام الله عليهم أجمعين)، والمراد منها في وقتنا الحاضر هو صاحب العصر والزمان المهدي الموجود الموعود (صلوات الله وسلامه عليه)، والذي يجب على الناس أنْ يعرفوه، ويؤمنوا به، ويطيعوا أوامره.

وببيان من سماحته على أنّ الإنسان لا يصل إلى مقصده إلّا بهداية من الله سبحانه وتعالى، قال: إنّ عقل البشر هو سراج جيّد ولکن ليس بصراط، فالله عزّ وجلّ هو الذي رسم الصراط، ويتلقّاه الأنبياء والأئمّة الأطهار (سلام الله عليهم أجمعين) من الله سبحانه وتعالى ويخبرون به للمجتمع البشري؛ والعقل يفهم فقط ما قالوه، وإنّه [أي: العقل] بمفرده لا يملك تلك القدرة على إعداد خريطة للعالم كلّه ومن ثمّ رسم الطريق، بل إنّ الأنبياء والأئمّة (سلام الله عليهم أجمعين) هم الذين يرسمون الطريق، ولهذا نقول في زيارة الأئمّة (سلام الله عليهم): «السلام عليك يا ميزان الأعمال»  أو «السلام عليك يا صراط المستقيم»!

وببيان من سماحته على أنّ سراج العقل بيد المجتمع الحكيم، قال: إنّ الصراط وهندسته بيد الأنبياء والأولياء (سلام الله عليهم أجمعين)، والعلماء أيضاً بيدهم السراج، وبهذا السراج يفهمون الصراط، وهم ليسوا ممّن یضع الأحكام الشرعيّة، بل هم مستبصرون ومنفتحي الفكر.

وتابع سماحته: وهذا ليس مختصّاً بفئة خاصّة من المسلمين والشيعة، بل للمجتمع البشري بأسره؛ وبناء على هذا، أينما وجد إنسان وأراد أنْ يعيش حياة إنسانيّة فهو بحاجة إلى هادي، والأنبياء والأئمّة المعصومون (سلام الله عليهم أجمعين) هم أئمّة الناس وأئمّة المجتمع البشري كلّه، ولذا يجب أنْ يُعرفوا وأنْ يطاعوا، وإلّا فسيكون نصيب المجتمع البشري هذه الحياة الحيوانيّة، والذي يكون ظاهرهم إنساني وباطنهم حيواني! ويكون نصيبهم الحرب العالميّة الأُولى، والحرب العالميّة الثانية، والحروب بالوكالة، والقتل، وإذا كانت الحياة بدون إمامة فهي هكذا!

وقال سماحته في جزء آخر من كلامه ـ مخاطباً طلّاب العلوم الدينيّة ـ: وبالرغم من أنّنا جميعاً تابعون للنبيّ والإمام، إلّا أنّ هناك واجباً آخر للخواص، وهو أنّه عليهم أنْ يعرفوا الأئمّة (سلام الله عليهم) جيّداً، وعليهم أنْ يعرفوا الكتب والسنن الإلهيّة، وأنْ يفسّروها ويعملوا بها لكي يصبحوا هُم أيضاً أئمّة للمجتمع.

وذكر سماحته: أنّ الرجال الأتقياء هم الذين يسألون الله سبحانه وتعالى أنْ يكونوا أئمّة للمجتمع، وأهل التقوى هم الذين ينجون أنفسهم والآخرين، إلى حد ما يقولون لله: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾ ؛ أي: إلهي وفّقنا لأنْ نصبح قادة للمتّقين حتّى يقتدي بنا الناس الطيّبين في المجتمع، ويجلسوا عند منابرنا ودروسنا، وهذه ليست دنيويّة، بل هي أُخرويّة، ولا ينبغي للإنسان أنْ يفكر في نجاة نفسه فقط، بل عليه أنْ يسعى لنجاة المجتمع أيضاً، بشرط أنْ تفهموا طريق أهل البيت (سلام الله عليهم) جيّداً، وأنْ تمتثلوا أوامرهم جيّداً، ولا تضلوا ولا تسدّوا طريق أحد.

وقال سماحته: هذا هو مطلب الحوزة العلميّة، فالذهاب نحو اللعب، والذهاب نحو الأنانيّة، لن یوصل أحد إلى أيّ مكان، فواجبنا هو أنْ نفهم هذه الأحكام الإلهيّة جيّداً، وأنْ نفسّرها ونأوّلها ونبيّنها جيّداً، ونعمل بها أيضاً، وأنْ نعيش بطريقة تكون إمامة المجتمع هذه في أيدينا! المتابعة ليست انجازاً، بل قيادة الآخرين هي الانجاز؛ فلهذا إذا كان لشخصٍ ما موهبة جيّدة، فبينه وبين ربّه عليه أنْ يطوّرها ويصبح أحد أركان الحوزة العلميّة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


دیدگاه شما درباره این مطلب
أضف تعليقات