موقع إسراء الرسميّ: التقى السيد مرتضى بختياري رئيس لجنة إمداد الإمام الخميني (ره) والوفد المرافق له صباح اليوم (15 فبراير 2023 الموافق لـ: 24 رجب 1444) بآية الله العظمى الجوادي الآملي وتحدّثوا معه أثناء حضورهم بيت سماحته.
قال آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي في لقاء مع رئيس لجنة إمداد الإمام الخميني (ره) والوفد المرافق له: نحن نقدّر همّتكم العالية وخدمات المسئولين، وندعوا لأُولئك الذين يخدمون بأمانة، وتوقّعنا هو أنْ نجد هذه القوّة الفكريّة وهي أنّه لا ينبغي أنْ نساعد الفقراء فحسب، بل يجب علينا أنْ نكافح الفقر أيضاً، وهذا جهاد جيّد!
وبيّن سماحته أنّ الفقر نوعان: فقرٌ اقتصادي وفقرٌ طبيعي؛ الفقر الطبيعي لا يمكن منعه، فالطفوليّة، والشيخوخة، والمرض، والفقر الناجم عن هذه الموارد ليس عاراً، لكن الفقر الاقتصادي عار؛ ولذا يجب علينا أنْ نتحرّك في اتجاه لا يكون هناك فقر، لا أنّه لا يكون فقراء.
وقال سماحته: هناك طريقتان لمساعدة الفقراء: إحداهما إعانة الفقير، والأُخرى إزالة الفقر؛ ونحن لدينا أمران: أمر عاطفي وأمر عقلاني؛ الأمر العاطفي ـ وهو مساعدة الفقراء ـ موجود في كل دول العالم، وفي كل منها أيضاً توجد هناك مؤسسة تساعد الفقراء، ولكن نحن أتباع أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (سلام الله عليه) الذي قال: «لو تمثّل لي الفقر رجلاً لقتلته» [1]؛ أي: أنا إذا رأيت الفقر أضرب عنقه! يعني: إنّي لم آت لمساعدة الفقراء، بل جئت لأمنع الفقر! وواجبنا الرئيسي هو منع الفقر.
وأضاف سماحته: الحفاظ على كرامة المؤمنين وعزّتهم هو عمل إسلامي، وبالتالي يجب توفير مجال الإنتاج والتوظيف للجميع حتّى يتمكّنوا من الجلوس على مائدتهم بعزّة وكرامة ويعيشوا كذلك.
وتابع سماحته: التأجير [أي: أنْ يأجر الإنسان نفسه] هو مكروه في الإسلام [2]؛ لأنّ الدين يقول: إنّنا نريد أنْ تكونوا كرماء وأنْ تحظوا بالكرامة، ولا نريد أنْ تشبع بطون الأشخاص فقط، بل نريد أنْ تعيشوا بكرامة.
وبيّن سماحته أنّ الله سبحانه وتعالى قال في الآيات الأُولى التي أنزلها على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴾ [3]، وهذا هو أوّل كلام صادر عن الله تعالى: «أنا الله الأكرم»؛ الفقيه يعلم الفقه، والطبيب يعلم الطب، والمهندس يعلم الهندسة، والله الأكرم يعلم الكرامة ويريد أنْ يعيش الإنسان بكرامة.
وقال سماحته: الدعم الحكومي هو عمل عطوف ووُدّي، لكنّنا سبق وأنْ قلنا: إنّه يجب صرف أموال الدعم الحكومي للإنتاج والتوظيف والعمل حتّى يتمكّن الجميع من الجلوس على مائدتهم وتكون لديهم حياة كريمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] جورج جرداق، روائع نهج البلاغة، ص 84 و 233.
[2] انظر: الحر العاملي، وسائل الشيعة (ط ـ آل البيت عليهم السلام): ج 17، ص 238 فما بعد (باب كراهة إجارة الإنسان نفسه وعدم تحريمها وأنّ للأجير أنْ يعمل لغير من استأجره بإذنه)، و ج 19، ص 103 فما بعد (باب كراهة إجارة الإنسان نفسه مدّة وعدم تحريمها فإنْ فعل فما أصاب فهو للمستأجر).
[3] سورة العلق (96): الآية 3.