موقع إسراء الرسميّ: التقى العميد إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلاميّة صباح اليوم (4 مايو 2023 م الموافق لـ: 13 شوال 1444 هـ) بآية الله العظمى الجوادي الآملي وتحدّث معه أثناء حضوره بيت سماحته.
لقد أعرب سماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي في لقاء مع قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلاميّة ـ في ضمن تكريمه لذكرى الشهيد الحاج قاسم سليماني ـ عن تقديره للأنشطة التي تمّ القيام بها، ودعا الله سبحانه وتعالى أنْ تحقق هذه الأنشطة بالإضافة إلى عطاء الجنّة في الآخرة، النصر في هذه الدنيا لمجاهدي الإسلام.
وقال آية الله العظمى الجوادي الآملي: مَنْ لديه سلاح وهو مسلح، يجب بالتأكيد أنْ ينتصر في الحرب ضد مَنْ ليس عنده سلاح، ولكن في حرب الثماني سنوات ضد إيران (فترة الدفاع المقدّس 1980 ـ 1988م) والتي تعرضت للهجوم ظلماً، كان الإنتصار لأبناء إيران؛ لأنّ السلاح الذي كان بأيدينا ولم يكن بأيديهم هو «وَسِلاَحُهُ الْبُكَاءُ» [1]!
وتابع سماحته: إنّ أهم سبب لهجوم العدو ـ سواء تلك الحرب الثماني سنوات التي فرضوها علينا في بداية الثورة، أو العقوبات التي تفرض ظلماً الآن ـ هو إسلامنا، فهؤلاء يحاربون أصل الدين واستقلال البلاد، وما يؤدّي وسيؤدّي إلى انتصارنا في هذه الحروب هو «وَسِلاَحُهُ الْبُكَاءُ»، والارتباط الوثيق بالله سبحانه وتعالى الذي يجب أنْ نحافظ عليه.
وقال سماحته: فهذه الأسلحة المعنويّة لا يمتلكها الأجنبي، ولهذا هو مهزوم دائماً أمام مجاهدي الإسلام.
وقد ذكر آية الله العظمى الجوادي الآملي ذكرى من فترة الدفاع المقدّس، وقال: لقد كان لدينا أعزاء قاوموا کثيراً وبقوا لحماية خنادقهم في شتاء كردستان حتّی جمدوا من البرد واستشهدوا بهذه الطريقة! وعند ما احضروا جثث هؤلاء الشهداء إلى المسجد الأعظم بقم المشرّفة، فنحن عادة ما نقرأ القرآن والفاتحة في مجلس الترحيم ولا توجد فرصة للجلوس حتّى النهاية، لكن أنا في تلك الليلة جلستُ حتّى خاتمة المجلس وبكيتُ لا للثواب بل للخجل! فهذا الشاب الذي استشهد هكذا فقط من أجل الولاء لهذا النظام، فهؤلاء هم ذخرنا الذي لا يوجد في أيّ مكان آخر!
وقال سماحته: مَنْ أعطى هذه الذخيرة وهذه العظمة؟ فهذه الذخائر قد أعطاها القرآن وأهل البيت (سلام الله عليهم)، يقول القرآن الكريم: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [2]؛ أي: ولا تظنوا ولا تقولوا أنّ هؤلاء أموات، بل هم أحياء، وليسوا أحياء فقط، بل إنّهم يفكّرون أيضاً في الآخرين: ﴿وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ﴾ [3]؛ أي: يخاطبون الله سبحانه وتعالى هكذا: إلهي ساعد أُولئك الذين هم في طريقنا! فالشهداء ليسوا أحياء فقط، بل إنّهم يفكّرون أيضاً في الأجيال القادمة! وهذا ما يقوله القرآن الكريم وأهل البيت (سلام الله عليهم) عن مقام الشهداء، وعلينا أنْ نحافظ على هذا الذخر المعنوي العظيم!
وذكر سماحته في جزء آخر من حديثه: أنّه يجب أنْ تكونوا بشكل يرى العدو فيكم القوّة والعظمة ولا يجرؤ على الهجوم، يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً﴾ [4]؛ أي: يجب أنْ تكونوا بشكل، وتكون أيديكم ممتلئة، حتّى يخاف منكم الآخرون ولا يتوجّهوا نحوكم.
وفي بداية هذا اللقاء قدّم العميد إسماعيل قاآني لسماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي تقريراً عن آخر التطورات في المنطقة وعن وضع محور المقاومة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] السيد ابن طاووس، إقبال الأعمال: ج 3، ص 337 (دعاء كميل بن زياد).
[2] سورة آل عمران (3): الآية 169.
[3] سورة آل عمران (3): الآية 170.
[4] سورة التوبة (9): الآية 123.