18 02 2023 1109749 بطاقة تعريف:
image
آية الله العظمى الجوادي الآملي:

القرآن الكريم هو سيرة النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلم) / أهداف الحوزات العلميّة هي هذه الفصول الخمسة: المعرفة، والهجرة، والسرعة، والسبقة، والتحوّل إلى إمام المتّقين

موقع إسراء الرسميّ: في ذكرى بعثة الرسول الأکرم محمّد المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلم) أقيمت مراسيم تعميم مجموعة من طلّاب الحوزات العلميّة على يد سماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي في بیت سماحته.

موقع إسراء الرسميّ: في ذكرى بعثة الرسول الأکرم محمّد المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلم) أقيمت مراسيم تعميم مجموعة من طلّاب الحوزات العلميّة على يد سماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي في بیت سماحته.

لقد ذكر سماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي في خطابه ضمن تهنئته بمناسبة مبعث الرسول الأکرم (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنّ الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الحكيم: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [1]، أي: الرسول الأکرم (صلّى الله عليه وآله وسلم) هو أُسوة علميّة وعمليّة جيّدة، ويجب عليكم التأسّي به، وأنْ تجعلوه لكم إماماً ومقتدى.

وقال سماحته: يكفي عن شخصيّة الرسول الأکرم (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنّه قد ورد عنه: «كان خُلُقُه القرآن» [2]؛ أي: أنّ القرآن الكريم هو سيرة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) في كلّ من المعارف الإلهيّة، وفي تهذيب النفس وتزكيتها، وفي بناء المجتمع، وفي التعليم والتربية في المجال الداخلي للمجتمع الإسلامي، وفي التعليم والتربية في المجال التوحيدي، وفي التعليم والتربية الإنسانيّة في المجال الدولي!

وأضاف سماحته: إنّ للقرآن الكريم برامج تربويّة في ثلاثة أجزاء: الجزء الأوّل يتعلّق بالداخل الإسلامي وبواجب المسلمين، والجزء الثاني يتعلّق بواجب الموحدين في العالم، والجزء الثالث يتعلّق بالقسم الدولي والمجتمع البشري، سواء كان مسلماً أم غير مسلم، كما أنّه قد وردت تعابير على أنّ القرآن الكريم هو ﴿نَذِيراً لِلْبَشَرِ﴾ [3]، أو ﴿كَافَّةً لِلنَّاسِ﴾ [4]، أو ﴿لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً﴾ [5]؛ وهذا يدلّ على أنّ هذا الكتاب يحتوي أيضاً على كلمات عالميّة للمجتمع البشري، سواء قبلتم أم لا! لذا فإنّ الإسلام هو لتربية المؤمنين، وتربية أهل الكتاب، وتربية المجتمع البشري!

وقال سماحته مخاطباً طلّاب الحوزات العلميّة: أنتم مَنْ دخلتم الحوزة العلميّة ولبستم ثياب الروحانيّة المقدّسة، فاعلموا أنّ مجلسكم العلمي هو مجلس موقر وثمين للغاية، وأنّ هدفكم ومساركم مقدّس، لكن مجلسكم العلمي موقر وثمين لأنّ برنامجكم الديني هو الكتاب والسُّنة، وما يعلّمه الباري سبحانه وتعالى من خلال العقل في الباطن ومن خلال الأنبياء (سلام الله عليهم) في الخارج، يجب على المجتمع الحوزوي أنْ يتعلّمه، ويعمل به، وينشره.

وأضاف سماحته: لقد ورد في الروايات «انَّ اَلْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ اَلْعِلْمِ» [6]؛ أي: تنشر الملائكة أجنحتها في مجلس الدرس والبحث في المجالات العلميّة، لكي توضَع طلّاب الحوزات العلميّة على أجنحة الملائكة وتُصبح بعد ذلك علماء ربّانيون؛ وحيث قال: تضع الملائكة أجنحتها، وتعتني بأنْ تكون فراش طلّاب العلم، هو لأنْ يتحلّى الإنسان بصفات الملائكة، ويحصل على جناح ليطير به!

وببيان من سماحته على أنّه يجب على الإنسان أنْ يعرف «من أين»، و«في أيّ اتجاه»، و«إلى أين يطير»؟ قال: أوّلاً وقبل كلّ شيء، يجب على الإنسان أنْ يكتسب «المعرفة»، ثمّ يتعلّم «الهجرة»، والجهاد أيضاً في نفس هذه الهجرة؛ أي: الهجرة من الجهل العلمي إلى العلم، ومن الجهالة العمليّة إلى العقل العملي! وهذه هي أوّل خطوة وأوّل طيران للطائر بعد المعرفة.

وتابع سماحته: بعد فصل الهجرة، الأمر التالي هو أنْ لا تسيروا في هذا الطريق ببطء، بل عليكم أنْ «تسارعوا» فيه: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [7]، والبطء والتأخير في السير غير مطلوب.

وقال سماحته: الأمر التالي هو أنّه بعد السرعة، اسعوا لكي «تسبقوا» الآخرين: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [8]؛ فالقناعة جيّدة في الأُمور الماديّة، ولكنّها ليست جيّدة في طلب العلم؛ لذلك، إذا كان لديكم استعداد وموهبة، فاسعوا للسبقة فيه وكونوا الأوّل والأفضل بين زملائكم في الدراسة، وهذا ليس بتكبّر!

وذكر سماحته أنّ الأمر التالي هو: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾ [9]؛ أي: والآن [وبعد تلك الأُمور] اسعوا لكي تصبحوا أئمّة للمتّقين، فكونوا أئمّة لصلاة جمعة المتّقين، وكونوا أئمّة لصلاة جماعة المتّقين، وكونوا معلّمين ومدرسين للمتّقين، واسعوا لأنْ تقتدي بكم الرجال العظماء، وهذه ليست دنيويّة، بل هي أُخرويّة، فمَنْ يعتقد أنّه يجب أنْ ينقذ نفسه فقط، هو إنسان ناقص، بل يجب على الإنسان أنْ يسعى لإنقاذ الكثير من أفراد المجتمع وإسعادهم معه.

وقال سماحته: هذه الفصول الخمسة (المعرفة، والهجرة، والسرعة، والسبقة، والتحوّل إلى إمام المتّقين) هي عمل وبرنامج الحوزة العلميّة، وهذا الفصل الخامس يحدّد هدف الحوزات العلميّة، فيجب علينا أنْ نعيش بطريقة تجعل المتّقين في المجتمع يقتدون بنا؛ إذا دخل أحدٌ ما الحوزة العلميّة، ولم يكن في تلك المدينة، أو القرية، أو المنطقة التي يسكن فيها، إماماً للمتقين، ولم يقتد الناس بخلقه ومزاجه وتدريسه وتأليفه وتبيينه، فهو لم يصل إلى مقصوده.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] سورة الأحزاب (33): الآية 21.

[2] أحمد بن حنبل، المسند (ط ـ الرسالة): ج 42، ص 183، ح 25302.

[3] سورة المدثر (74): الآية 36.

[4] سورة سبأ (34): الآية 28.

[5] سورة الفرقان (25): الآية 1.

[6] الكليني، الكافي (ط ـ الإسلامية): ج 1، ص 34، ح 1.

[7] سورة آل عمران (3): الآية 133.

[8] سورة الحديد (57): الآية 21.

[9] سورة الفرقان (25): الآية 74.


دیدگاه شما درباره این مطلب
أضف تعليقات