موقع إسراء الرسميّ: التقت مجموعة من أساتذة ونُخب محافظة قزوين بآية الله العظمى الجوادي الآملي وتحدّثوا معه أثناء حضورهم بيت سماحته.
قال آية الله العظمى الجوادي الآملي في هذا اللقاء ضمن تهنئته بذكرى مولد السيّدة الزهراء (سلام الله عليها): أهنئ أهل بيت العصمة والطهارة، ونظام الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، وشعب إيران العظيم والنبيل، وأنتم نُخب محافظة قزوين، بذكرى مولد السيّدة الزهراء (سلام الله عليها)، ونكرم أيضاً يوم عظمة وجلال ومجد المرأة بعنوان يوم الأُم.
وقال سماحته: إنّ تقريركم النافع والمفيد ناشئ من هذه الحقيقة وهي أنّكم تربّيتم في محافظة كبيرة ومحافظة مربّية للكبار، المحافظات التي كانت عاصمة لفترة، مختلفة عن المحافظات الأُخرى، وسرّ نجاح محافظة قزوين هو أنّها كانت عاصمة لفترة، وفي مثل هذه المحافظة، يجتمع العظماء والنُخب هناك، والأجيال القادمة أيضاً ورثة النُخب السابقة!
وتابع سماحته: هناك نقطة في الإرث لا توجد في الكسب، لأنّ الإنسان يدرس دروساً في الجامعة وفي الحوزة العلميّة ويصل إلى موقع ومنصب؛ لكن الإرث نوع مختلف! يكتسب الإنسان العلم والثروة بثلاث طرق، اثنان منها بطيّ الطريق، وذلك هو طريق الجامعة أو الحوزة العلميّة؛ سواء كانت العلوم علوماً جامعيّة أو حوزويّة، وسواء كانت علوماً غريبة أو سحراً، فكلّ هذه لها موضوع، ومحمول، وأُستاذ، وتلميذ، وهي متاحة للإنسان بقوّة وضعف، وكلّ هذه لها طريق فكري؛ لكن اكتساب العلم والثروة له طريق آخر أيضاً وليس له طريق فكري، وهو يتطلّب الإرتباط فقط!
وأضاف آية الله العظمى الجوادي الآملي: في الإقتصاد والتجارة، يكتسب الشخص أحياناً ثروة من خلال تعلّم المبادي والسعي، لكن في بعض الأحيان يقوم والده بالتجارة ويحصل على الكثير من المال، وهذا المال الكثير يصل إلى هذا الوارث، وهذا ليس له طريق فكري حتّى يقول أحد ما: ماذا فعلت حتّى نتّبع نحن نفس الطريق؟! طريق الإرث ليس له طريق فكري!
وقال سماحته: الإرتباط مع الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) أيضاً نوعان: أحدهما عن طريق الحوزة العلميّة والجامعة، حيث يدرس الإنسان، ويسعى إلى تعلّم تعاليمهم، ويكتسب العلم؛ وأحياناً عن طريق طهارة الروح، وصلاة الليل، والدعاء في وقت السحر، وهذا ليس له موضوع، ولا محمول، ولا مسألة، وليس له طريق فكري، وبطهارة الروح يمكن اكتساب العلوم الإلهيّة!
وتابع سماحته: كان هناك شخصيّات عظيمة في قزوين وكانوا من هذه المجموعة الثالثة، شخصيّات مثل السيد آية الله أبوترابي، وآية الله أويسي، وكانوا من الطلاب المشهورين للعلّامة الطباطبائي، وكانوا مهذّبين، ومتواضعين، ودقيقين، وجادّين في الدرس للغاية، وكان من بينهم آية الله رفيعي الشخصيّة الكبيرة لهذا العصر.
وقال سماحته عن شخصيّة آية الله رفيعي: كان لآية الله رفيعي العديد من الطلّاب في قم وطهران، ومن المؤسف أنّ الحوزات العلميّة لم يكن لديها تلك القوّة والرؤية للإستفادة منه بشكل أفضل، والآن أيضاً يجب أنْ يُحافَظ على مساره، وأنْ تُقدَّم آثاره ومخطوطاته إلى الأوساط العلميّة في البلاد؛ لذلك من الضروري لجميع علماء وفضلاء محافظة قزوين بحجّة إجلال شخصیّته أنْ يشاركوا في هذا الإجلال، وأنْ يقدّموا المقالات والملحوظات، حتّى يتعرّف الآخرون على شخصيّته وآثاره.