16 03 2023 1218896 بطاقة تعريف:
image

توصية آية الله العظمى الجوادي الآملي للمسافرين في أيّام النيروز / السبب الرئيسي للحوادث هو غرور الأفراد وأنانيّتهم

  بحسب تقرير مراسل موقع إسراء الرسميّ؛ بمناسبة بدء عطلة السنة الإيرانيّة الجديدة وبداية رحلات المواطنين الأعزّاء في النيروز، نستعرض مقاطع من توصيات آية الله العظمى الجوادي الآملي للمسافرين في أيّام النيروز.

 

بحسب تقرير مراسل موقع إسراء الرسميّ؛ بمناسبة بدء عطلة السنة الإيرانيّة الجديدة وبداية رحلات المواطنين الأعزّاء في النيروز، نستعرض مقاطع من توصيات آية الله العظمى الجوادي الآملي للمسافرين في أيّام النيروز.

لقد أشار سماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي في أحد لقاءاته مع مسؤولي المرور ـ بعد طرح مسألة معرفة أضرار الإنسان الداخلية والخارجية ـ إلى موضوع تجنب الغرور والأنانيّة، وقال: النقطة التي تتعلّق بالسفر وبأيّام النيروز، وكذلك تتعلّق بأنفسنا وبالسنة كلّها، هي أنّه يجب أنْ يكون لدينا معرفة بالأضرار، وعلینا أنْ نعرف العدو، ونحن نأخذ في الاعتبار جميع الأضرار وجميع الأعداء الخارجيين والخارجين من الحدود، ونحاول علاجها، وكذلك نحسب الطريق، والسيارة، وقانون المرور، والسرعة المسموح بها وغير المسموح بها، وحق الأسبقيّة، فكلّ هذا ضروري، لكن هذه كلّها تشمل على الأكثر عشرة أو عشرين بالمائة من أضرار الطريق، وثمانين أو تسعين بالمائة منها مرتبطة بالعدو الداخلي الذي لا يُعرف، وهو الغرور والأنانيّة، وهو يجب أنْ أتقدّم في السير، وكمالي هو أنْ أسير بسرعة، وأشياء من هذا القبيل.

وتابع سماحته: علينا أنْ نتعرّف على هذا العدو، وإذا لم نتعرّف عليه فهو مضر مأة بالمأة؛ لأنّه هو الذي يحرّض الإنسان، ويقول له: أنت افعل هذا؛ والآن حيث سرت سريعاً، إلى أين انتهى بك الأمر؟! ماذا حدث؟! مَنْ يقول اذهب سريعاً؟ هل العقل يقول هذا أم الهوى؟ أولئك الذين يسيرون في الطريق، والذين يتسببون في الحوادث، يتخيّلون جميعاً أنّ لهم حق الأسبقيّة في المرور، فالأمر ليس كذلك! على فرض أنّك تقدّمت في السير، فما هو الكمال؟ وما هي الفضيلة؟ وهل هنا أولمبياد رياضيات حتّى تحصل على الرتبة الأُولى؟!

وأضاف سماحته: بالطبع، يجب أنْ تكون السيارة آمنة، ويجب أنْ يكون الطريق جيّداً، ولكن في نفس هذا الطريق، وبنفس هذه السيارة، سار الكثير من العقلاء في نفس هذا الطريق لسنوات عديدة دون وقوع حوادث، والآن هناك سائقون محترمون من الممكن أنّهم لم يتعرضوا لحادث خلال ثلاثين عاماً، فإنّ السائق العقلاني والحكيم يسير في نفس الطريق وبنفس السيارة دون وقوع حادث؛ لأنّه تعرّف على العدو الداخلي وضبطه وسيطر عليه.

ثمّ أشار سماحته إلى حديث أميرالمؤمنين (سلام الله عليه)، وقال: حديث أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (سلام الله عليه) المنير الذي يقول: «الهوی شریك العمى» [1]، هو أنّه إذا أراد أعمى الجلوس خلف عجلة القيادة فخطره قطعي ومؤكّد؛ وكذلك الحال بالنسبة لإنسان ذو هوى ومغرور إذا جلس خلف عجلة القيادة؛ هذا كلام إمام معصوم، وهو يدلّ على أنّ طلب الهوى هو شكل من أشكال العمى، وإذا جلس الأعمى خلف عجلة القيادة، فإنّ وقوع الحادث أمر قطعي ومؤكّد؛ ونحن ما لم نعرف هذا الغرور والأنانيّة، وما لم نعرف هذه السفاهة التي نتخيّل أنّه مَنْ قاد بسرعة فهو فنّان، أو بلغ الكمال، لا نعرف تلك التسعين بالمائة من المخاطر.

وأكّد سماحته في نهاية حديثه على ضرورة معرفة العدو الداخلي للإنسان، وقال: سبب هذه الحوادث ليس إلّا العدو الداخلي، والمشاكل كلّها في باطننا، ونحن إذا قمنا بحلّ مشكلة الغرور والأنانية وما شابه ذلك حقّاً، وإذا عرفنا العدو الداخلي حقّاً، فنحن نكون بأمان لا فقط في نوروز، بل نكون بأمان طوال السنة؛ ونكون بأمان لا فقط في السفر، بل نكون بأمان في الحضر أيضاً؛ ونكون بأمان لا فقط في القضايا الاجتماعية العاديّة، بل نكون بأمان في القضايا السياسية والثقافيّة أيضاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* المصدر: أرشيف لقاءات سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي مع مسئولي المرور

[1] ابن شعبة الحراني، تحف العقول: ص 83.


دیدگاه شما درباره این مطلب
أضف تعليقات