13 01 2024 968749 بطاقة تعريف:
image
موضوع خاصّ ومميّز:

شهر رجب، هو شهر الولاية ومقدمة للدخول في شهر الرسالة

موقع إسراء الرسميّ: قال آية الله العظمى الجوادي الآملي عن شهر رجب المبارك: إنّ شهر رجب المبارك هو شهر الولاية، وهو مقدمة لشهر الرسالة، وكلا الشهرين مقدمة لشهر الله، وقد سمّي شهر رمضان المبارك بشهر الله؛ لأنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال في تلك الخطبة الشهيرة: «قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ...

موقع إسراء الرسميّ: قال آية الله العظمى الجوادي الآملي عن شهر رجب المبارك: إنّ شهر رجب المبارك هو شهر الولاية، وهو مقدمة لشهر الرسالة، وكلا الشهرين مقدمة لشهر الله، وقد سمّي شهر رمضان المبارك بشهر الله؛ لأنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال في تلك الخطبة الشهيرة: «قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ...

بحسب تقرير مراسل موقع إسراء الرسميّ: قال آية الله العظمى الجوادي الآملي عن شهر رجب المبارك: إنّ شهر رجب المبارك هو شهر الولاية، وهو مقدمة للدخول في شهر الرسالة، وكلا الشهرين مقدمة للدخول في شهر الله، وقد سمّي شهر رمضان المبارك بشهر الله؛ لأنّ النبيّ (عليه وعلى آله آلاف التحية والثناء) قال في تلك الخطبة الشهيرة: «قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ الله» [الحر العاملي، وسائل الشيعة (ط ـ مؤسسة آل البيت عليهم السلام): ج 10، ص 313، ح 13494]، والرسالة هي مقدمة للدخول في باب التوحيد، والولاية مقدمة للدخول في باب الرسالة.

وتابع سماحته: إذا كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: «أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا» [المفيد، الإختصاص: ص 238]، فالشهر الذي يتعلّق بأميرالمؤمنين (عليه السلام)، هو مقدمة للدخول في شهر الرسالة؛ وكان هناك عظماء صاموا هذه الأشهر الثلاثة متتالية؛ وهذا الدعاء المنوّر: «يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ» [المجلسي، بحار الأنوار (ط ـ بيروت): ج 95، ص 390] لا يقتصر على ما بعد الصلاة، بل يمكن قراءته في أوقات عديدة خلال النهار والليل من هذا الشهر.

وتابع سماحته في ضمن الإشارة إلى دعاء شهر رجب: رغم أنّ الأدعية هي على شكل جملة خبريّة، إلّا أنّها قد أُلقيت بداعي الإنشاء، وهي ليست أخباراً؛ وقد قال في القرآن: من كان يرى نفسه في مأمن من العقاب الإلهي فهو خاسر وشقي، وحيث يقول: «وَآمَنُ سَخَطَهُ» فهذه جملة إنشائيّة؛ أي: إلهي، نجّني من سخطك وعذابك وغضبك! «يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَر»؛ [أي:] إلهي، احفظني من الأحداث المريرة التي تحدث! والغرض أنّ هذا الدعاء لا يقتصر على تعقيبات الصلاة فحسب، بل يمكن قراءته طوال هذا الشهر في أوقات عديدة مناسبة، وكلّما وُجد للإنسان حالة روحيّة جيّدة.

وقد أشار سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي إلى رواية الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) المنوّرة وأكّد على ضرورة اتباع تلك الذوات المقدّسة، وقال: كان الإمام الباقر (عليه السلام) يتحدّث في أحد المجالس، فقال أحد المستمعين الذي كان جالساً هناك: استفدنا منك يا ابن رسول الله اليوم الدر والجوهر، فقال (عليه السلام): «بل هذا خير من الجوهر، وهل‏ الجوهر إلّا حجر»؟! [انظر: المجلسي، بحار الأنوار (ط ـ بيروت): ج 47، ص 29] أي: إنّ الذهب هو حجر أصفر، ولأنّه نادر قد تمّ تحديده معيار للتبادل، وإلّا فليس له قيمة، وهو لا يختلف عن سائر الأحجار، وقد تكون بعض الأحجار المعدنيّة أصلب منه، ألا يؤسفك أنْ تقارن هذا الكلام بالذهب؟! ثمّ قال (عليه السلام): «بَلِيَّةُ النَّاسِ عَلَيْنَا عَظِيمَة ٌ إِنْ دَعَوْنَاهُمْ لَمْ يُجِيبُونَا وَإِنْ تَرَكْنَاهُمْ لَمْ يَهْتَدُوا بِغَيْرِنَا» [المجلسي، بحار الأنوار (ط ـ بيروت): ج 26، ص 253، ح 26]، ولا يمكننا أنْ نقول: «دعه ليقع وليرى عقوبته»، هذا ليس كلامنا، فلماذا عليه أنْ يرى عقوبته؟ ولهذا السبب بليّتهم علينا عظيمة وصعبة للغاية؛ لأنّه لا يمكننا القول أنّنا قمنا بواجبنا وانتهى الأمر، بل نحن نحزن عليهم؛ وكثير من المواقف كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأميرالمؤمنين (عليه السلام) يحزنان علينا، وحتّى الآن أيضاً ذلك الوجود المبارك يحزن علینا؛ إذا كان للإنسان ولد ويضل، فلا يستطيع أنْ يقول: «دعه ليقع وليرى عقوبته»!

وقد ذكر سماحته: أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: «أَنَا وَعَليٌّ أَبَوَا هَذَهِ الاُمَّة» [الصدوق، معاني الأخبار: ص 52] أي: انّكم أبناءنا، وعند ما نحن قبلنا التشيّع، وقبلنا النبيّ وأميرالمؤمنين [وبتبعهما سائر المعصومين (عليهم السلام)] للإمامة، وقبلنا عصمتهما، أصبحنا أبناءهما؛ إذا قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «أَنَا وَعَليٌّ أَبَوَا هَذَهِ الاُمَّة» ونحن أيضاً قبلنا إمامتهما، فنحن أبناءهما، فإذا ضللنا، قال عليه السلام: فسيكون ذلك محزناً للغاية بالنسبة لنا؛ لا يوجد أب مستعد لأنْ يقول: «دعه ليقع وليرى عقوبته»، لا يوجد أب ولا أُم على استعداد لقول هذا، والآن أيضاً فإنّ ذلك الوجود المبارك هو كذلك بالنسبة لنا، إذا ضللنا ـ لا سمح الله ـ، سيكون حزيناً، ويتألم من أنّه لماذا نحن هكذا؟ نحن يمكننا أنْ نعيش أسلوب حياة يرضيهم، ونستطيع أنْ نحوّل جهلنا إلى عقلانيّة، وكلّ هذا له طريقة.

المصدر: أرشيف دروس الأخلاق (10/1/1396 هـ ش)

​​​​​​​


دیدگاه شما درباره این مطلب
أضف تعليقات