09 04 2023 1328169 بطاقة تعريف:
image
خاص بليالي القدر

عظمة ليلة القدر في كلام آية الله العظمى الجوادي الآملي / ما ينبغي أنْ نسأل الله تعالى في ليالي القدر؟

بحسب تقرير موقع إسراء الرسمي: بيّن آية الله العظمى الجوادي الآملي في كلمات إعجاز القرآن وفضل ليلة القدر، وقال: إنّ ليلة القدر هي قلب شهر رمضان المبارك، وشهر رمضان المبارك هو معجزة للأُمّة الإسلاميّة أقوى من معجزة سليمان النبي (سلام الله عليه)، لأنّ إعجاز ذلك النبيّ كانت في السيطرة على الريح، وكان...

 

 

بحسب تقرير موقع إسراء الرسمي: بيّن آية الله العظمى الجوادي الآملي في كلمات إعجاز القرآن وفضل ليلة القدر، وقال: إنّ ليلة القدر هي قلب شهر رمضان المبارك، وشهر رمضان المبارك هو معجزة للأُمّة الإسلاميّة أقوى من معجزة سليمان النبي (سلام الله عليه)، لأنّ إعجاز ذلك النبيّ كانت في السيطرة على الريح، وكان يسير طريق شهرٍ في الصباح أو في المساء، ولكن إعجاز القرآن الكريم هو أنّ السالك الصالح يسير في ليلة واحدة في ليلة القدر، رحلة ألف شهر: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [1]، مع اختلاف أنّه [أي: النبيّ سليمان (سلام الله عليه)] سار مسير المكان، ويمكن للقرآنيّين أنْ يسیروا مسير المكانة؛ وكان أصحاب النبيّ سليمان (سلام الله عليه) يسيرون الطريق الظاهري لشهرٍ واحد في صباح واحد، لكن أتباع القرآن والعترة (سلام الله عليهم) يسيرون المكانة والطريق المعنوي لألف شهر في ليلة واحدة.

وتابع سماحته في بيان أنّه ما ينبغي أنْ نسأل الله سبحانه وتعالى في ليلة القدر قائلاً: الغرض من طرح هذه المقدمة هو أنّه ما ينبغي أنْ نسأل الله سبحانه وتعالى في ليلة القدر؟ وما ينبغي أنْ نطلبه في جوار قبور المراجع، والصلحاء، والصديقين، والشهداء؟ فمسألة مغفرة الذنوب، ومسألة حل المشاكل، ومسألة شفاء المرضى، ومسألة استقرار الأمن، كلّ هذه هي جزء من فروع طلباتنا، ونحن لدينا مطلب عظيم، ومطلوب عزيز، وتتحقق في ظلّ هذا المطلب وهذا المطلوب أيضاً هذه المقاصد والنوايا، وهذه المقدمة هي لبيان ما ينبغي أنْ نريد؟ وكيف نريد؟ وبأيّ حال نريد؟ حتّى نعود بأيدٍ ممتلئة.

وقال سماحته: ينبغي أنْ نسأل الله سبحانه وتعالى الحياة القرآنيّة في ليلة القدر، فمولانا أميرالمؤمنين (سلام الله عليه) عنده مطلب، وهو قال لنا: إنّه ليس بميسور لكم ولكن اطلبوا أدناه، وذلك المطلب الذي هو العنصر الأساسي في دعاءنا، هو أنّه قال: «مَا كُنْتُ أَعْبُدُ رَبّاً لَمْ أَرَه» [2]، ولكن الله سبحانه وتعالى لا يُرى بالعين، بل يُرى بالبصيرة والروح؛ فذاك كان أميرالمؤمنين عليّ (سلام الله عليه) وهذا الكلام هو وقفه، وهذا المقام لا يتيسّر لأيّ شخص آخر، ولكن من الممكن أنْ نتمنّى أدنى من هذا المقام، وهو أنّنا تابعون ومطيعون للقرآن والعترة (سلام الله عليهم)، وينبغي أنْ نسأل الله سبحانه وتعالى هذا المعنى في ليلة القدر أنْ نصل إلى درجة نقول: إنّي ما لم أرى القرآن لا أطيعه، إنّي ما لم أرى أميرالمؤمنين عليّ وخاتم الأوصياء (عليهما وعلى آلهما آلاف التحية والثناء) لا أطيعهما، إنّي ما لم أرى إمام زماني (سلام الله عليه) لا أطيعه، وهذا ليس بالعين الظاهرة، بل بعين القلب، ويمكن أنْ يُقال هذا المعنى، ويمكن أنْ يُطلب، ويمكن أنْ يوجد؛ فتلك المطالب الجزئية ليست هدفنا، رغم أنّها تُعطى لنا، إلّا أنّ حلّ مشاكل المعيشة، وسد الديون، وشفاء الأمراض، هي جزء من هطل المائدة القرآنيّة.

وتابع سماحته: فما هو ذيل أدعيتنا هذه وجزء منها، يريد طهارة القلب، ويريد شرح الصدر، ويريد التخلّص من الحقد، ويريد التخلص من العداوة، ويريد تنحية عشرات من الأمراض، ثمّ يريد أخذ القرآن باليد، ثمّ يريد وضع القرآن على الرأس، ويريد هذه المطالب كلّها أنْ تطلب من الله سبحانه وتعالى، وطلب المتاع الدائم من الكريم هو أمر مستحسن، وإنْ كان لنا حقد بالنسبة للآخرين ـ لا سمح الله ـ ينبغي أنْ نقول: اللهم إنّني عفوت عنه، فاعفوا عنه أنت أيضاً، وإذا كان لنا حق فلنعفوا حتّى نسأل الله سبحانه وتعالى ونطلب منه بضمير صاف، وشرح الصدر، أنْ يمنّ علينا بقلب لا يكون فيه مكان لغيره، حتّى يستقر فيه محبّته، وإخلاصنا للقرآن الذي هو الثقل الأكبر، وكذلك إخلاصنا للعترة الطاهرة (سلام الله عليهم) التي هي الثقل الأصغر.

وقال آية الله العظمى الجوادي الآملي في النهاية: لقد جئنا نسأل الله سبحانه وتعالى في الليلة التي هي متعلّقة بهذه الذات المقدسة، فمقام ومنزلة أميرالمؤمنين (سلام الله عليه) لا هي بمقدورنا، ولا هي بميسورنا حتّى نقول: «مَا كُنْتُ أَعْبُدُ رَبّاً لَمْ أَرَه»، لكنّنا نريد أنْ نقول هذا: ما لم نرى أميرالمؤمنين عليّ (سلام الله عليه) لا نعبد، ونريد أنْ نقول: ما لم نرى الأئمة المعصومين (سلام الله عليهم) لا نعبد،  فوفّقنا لأنْ نكون عارفين بإمام زماننا (سلام الله عليه)، وعارفين بأميرالمؤمنين (سلام الله عليه)، وحينئذٍ لا نخدع أحداً، ولا ننخدع من أحد، ولا نضل الطريق، ولا نسدّ طريق أحد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* المصدر: خطاب سماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي في ليلة القدر، بتاريخ: 21 / 7 / 1385 هـ ش

[1] سورة القدر (97): الآية 3.

[2] الكليني، الكافي (ط ـ الإسلامية): ج 1، ص 138، ح 4.

​​​​​​​


دیدگاه شما درباره این مطلب
أضف تعليقات