إنّ آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي قد أبدى اهتمامه بتفطير الصائمين وإطعامهم من خلال ما نقل عن النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلم) في خطبته الشعبانيّة، وقال: لقد حثّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) الجميع في خطبته الشعبانيّة على تفطير الصائمين وإطعامهم، وقال: «أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِه» (ربّما لأنّ الصائم قد أعتق نفسه).
وقال سماحته في استكمال هذه الرواية: قال أصحابة: يا رسول الله، ما عندنا قدرة على التفطير، فكيف ننال هذا الفيض؟ قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): قوا أنفسكم من نار جهنّم ولو بتمرة أو نصفها: «فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ (صلّى الله عليه وآله وسلم): اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» [1]؛ وكان ذلك الزمان زمناً صعباً، فربّما كانت نصف التمرة تعتبر إفطاراً، وأحياناً كان يلقي الفقر بظلاله على المسلمين بسبب حادث غير متوقع، فمثلاً كان أهل الصفة محرومون من أبسط الإمكانيات، وكان المسلمون في بعض الأحيان تحت الحصار الاقتصادي والعسكري لفترة طويلة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المصدر: كتاب «حكمة العبادات» لسماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي
[1] الصدوق، عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 1، ص 296.