موقع إسراء الرسميّ: بمناسبة ذكرى الولادة السعيدةللسيّدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) ويوم المرأة، نستعرض مقتطفات من كلماتسماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي حول موضوع «تبيين ذرّة من فضائل السيّدة الزهراء (سلام الله عليها) ولزوم جعل تلك السيدة كقُدوة».
وفقاً لتقرير مراسل موقع إسراء الرسميّ: بمناسبة ذكرى الولادة السعيدةللسيّدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) ويوم المرأة، نستعرض مقتطفات من كلماتسماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي حول موضوع «تبيين ذرّة من فضائل السيّدة الزهراء (سلام الله عليها) ولزوم جعل تلك السيدةكقُدوة».
بيّن آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي بعد تهنئتهذكرى الميلاد المبارك لسيّدة المُلك والملكوت،السيّدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، وتكريم أسبوع المرأة؛ أنّه لا فرق بين الرجل والمرأة في جعلتلك السيّدةكقُدوة؛ أي: أنّالرجال السالكينطريق الولاء ملزمون بالإقتداء بتلك السيّدة(سلام الله عليها)، كما أنّه يجب على النساء السالكات طريق الصفا أيضاً التأسّي بأميرالمؤمنين(سلام الله عليه)؛ لأنّالعديد من الواجبات الدينيّة مشتركة بين الرجل والمرأة، وأهمّها تتكّون من العقائد، والعلوم، والفضائل النفسانيّة، وقد أعطى كلّ مِنْ هذين المعصومَيْن التعليمات اللازمة في الواجبات المخصّصة.
وتابع سماحته: الحديث عن السيّدة الزهراء (سلام الله عليها) سهل وممتنع، وسهولته ترجع إلى كثرة الفضائل، والإمتناع وصعوبة ذلك يعود إلى عمقه الذي لا يمكن الغوص فيه ولا السباحة.
وأشار سماحته: أنّه قد جاء في الجوامع الإسلاميّة: كانت فاطمة (سلام الله عليها) أحبّ النساء إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكان أميرالمؤمنين(سلام الله عليه) أحبّ الرجال إليه (صلّى الله عليه وآله وسلم) [1] طبعاًمن المعلوم أنّمحبّة النبيّ الأکرم(صلّى الله عليه وآله وسلم) ـ وهو حبيب الله ـ هي العامل الحاسم لتحديد محبوبيّة البشرعند الله سبحانه، وقد جاء في حديث آخر: «...وکانَتْ إذا دَخَلَتْ على النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) قامَ إِلیها فَقَبَّلها وَأَجلَسَها في مَجلسِهِ» [2] أي: أنّه متى ماكانت تدخل فاطمة (سلام الله عليها) على النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم)كان يقوم رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم)من مكانه ويذهب إلى السيّدة الزهراء (سلام الله عليها)ويقبّلها ويجلسها مكانه. والمهم أنّه لم يرد في الحديث المذكور ذکر: «قامَ لها»، بل قد جاء هکذا:«قامَ إِلیها»، وهناك فرق عميق بين هذين التعبيرين.
وقال سماحته: بالتأکيد، مثل هذا الإنسان الكامل يکونمظهر من مظاهر رحمة الله وغضبه، ومرضاته تکون كمرضاة النبيّ الأکرم(صلّى الله عليه وآله وسلم)، وبالنتيجة مرضاته تکون بمثابةمرضاة الله تعالى، وغضبه يکون کغضب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وبالنتيجة غضبهيکون بمثابة غضب الله سبحانه وتعالى.
وقد صرّح سماحته بعد الإشارة إلى رسالة النساء في المجتمع الإسلامي: انّ مهمّة نساء المجتمع المتفوّق المکرّماتهي تعلّم العلوم الإسلاميّة وکذلك الإجتهاد في نشرها من أجل حماية أصالة الأُمومة في جانب المبادئ الأُخرى،والحفاظ على العواطف النقيّة التي هي من أفضل ودائع الله للمرأة، من الشهوات، وتلبية احتياجاتهنّبأيديهنّ القويّة، بحيث لا يلزم الاحتكاك بغير المحارم ولا التواصل معالأجنبي.
وأكّد آية الله العظمى الجوادي الآملي: أنّ حضور النساء في الثورة الإسلاميّة والدفاع المقدّس دليل واضح وبيّن على كفاءة المرأة في المشاركة في المجامع الدينيّة، والسياسيّة، والإجتماعيّة، ولعلّبهذه المناسبة قال الإمام الصادق (عليه السلام): «أکثرُ الخير في النساء» [3]؛ إنّ تجنّب الرفاهيّة والشوق إلى حياة بسيطة هو فضيلة أخلاقيّة للنساء المتديّنات، والتي لا تحافظ فقط على نظافتهنّ من قذارة هجوم الثقافة المبتذلة، بل تحرّر الرجال أيضاً من التلوّث، ولا يقتصر تأثير المرأة المطّلعة وذات الفضيلة على الأُسرة أو مكان العمل فقط، بل يتجلّى تأثيرهافي جميع شئون المجتمع.
وتابع سماحته: من المتوقّع أنْ لا تقصّر النساء المسلمات الذكيّات في تعلّم العلوم الإسلاميّة، ولا يهملنتهذيب الروح، ويجتهدن في تربية الأبناء الصالحين، ويلتزمن بحياة بسيطة في الحياةالزوجيّة، وعليهنّ أنْيحضرن في جميع الساحات والمشاهد السياسيّة والإجتماعيّة الضروريّة التي تعزّز النظام الإسلامي في كمال العفّة والحجاب،حتّى يكنّ مقتديات بأهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام)، ولکييكنّ متأسّيات بقُدوة جميع الصالحين ـ أي: السيّدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، والسيّدة زينب الكبرى(سلام الله عليها) ـ.
المصدر: بيانسماحة آية الله الشيخ عبدالله الجوادي الآملي (حفظه الله) بمناسبة تجمّع ذكرى ميلاد السيّدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، سروش هدايت، ج 1، ص 226.
الهامش:
[1]ـ جامع الأصول، ج 9، ص 125.
[2]ـ نفس المصدر، ص 131؛ بحار الأنوار، ج 37، ص 71، ح 38.
[3]ـ من لا یحضره الفقیه، ج 3، ص 385.