موقع إسراء الرسميّ: التقت مجموعة من أعضاء لجنة أبحاث الفقه الطبّي التابع لمركز الأئمّة الأطهار الفقهي بآية الله العظمى الجوادي الآملي وتحدّثت معه أثناء حضورها بيت سماحته.
بحسب تقرير موقع إسراء الرسميّ: قال آية الله العظمى الجوادي الآملي، في لقاء مع مجموعة من أعضاء لجنة أبحاث الفقه الطبّي التابع لمركز الأئمّة الأطهار الفقهي: عند ما حدّد القرآن الكريم كلام الأنبياء في رؤية العالم، قال: مهما كان هذا العالم، فلا جزء منه بمفرده، بل كلّ الأجزاء مثلث، ومهما تمسّ من جزء فإنّه مثلث؛ ومثال ذلك، کلام النبيّ موسى الكليم في جواب فرعون الذي قال: من هذا الإله الذي أتيتما من عنده؟ قال موسى: ﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ [طه (20) / 50]؛ أي: إلهنا هو الذي خَلَق ما هو مصداقٌ للشيء، فكلّ شيء مخلوق الله، وهذا هو المبدأ الفاعلي. ثانياً: أعطاه نظامه الداخلي كلّ ما يريد: ﴿أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ﴾ وبعده ﴿ثُمَّ هَدَى﴾ أي: أرشدكم إلى أين يجب أنْ تذهبوا، وما يجب عليكم أنْ تفعلوا، وكيف يجب أنْ تستفيدوا من هذا الموجود، وقد نظّم هذا المثلث في كلّ شيء بطريقة موجبة کلّية؛ ذلك هو النظام الفاعلي، وهذا هو النظام الداخلي، والآخر هو النظام الغايي؛ فلا يوجد شيء بمفرده في الكون، بل هو مثلث.
وأشارة آية الله العظمى الجوادي الآملي إلى آيات القرآن الكريم في تبيين العلم الإلهي، وقال: إذا كان کلّ شيء مثلثاً، فسيکون له اضلاعاً ثلاثة، لكن هذا المثلث قد مثّلوه الآن؛ لقد تخلّوا عن النظام الفاعلي! وتخلّوا عن «مَنْ خَلَقَ؟»! وتخلّوا عن «لماذا خَلَقَ؟»! فالمثلث المشوّه هو بحد ذاته علمٌ مثلّج، وهذا العلم لم يوصل ولن يوصل أحد إلى أيّ مكان، لأنّ كلّ ما في العالم هو من العلم، وكلّ ما يمتلكه العلم هو من المعلوم، وهذا المعلوم المثلث المشوّه المثلّج، لا يصنع إنساناً؛ فإصرار القرآن على العلم بأنّه واهب الحياة وأنّه يحيي الإنسان، هو هذا.
وشدّد سماحته في نهاية حديثه على أهمّية التواصل بين الحوزة العلميّة والجامعة، وقال: لا يوجد علمٌ، ولا توجد شبهةٌ في الجامعة ولا تملکه الحوزة العلميّة؛ فلذا أنتم متصلون بركن وثيق، وهو الرکن الإلهي؛ فلا تعطون أيّ احتمال للخلاف وما شابه ذلك، ويجب أنْ يكون دعمكم هو التوحيد الإلهي وستنجحون، ولكن ابحثوا عن طريقة للتواصل مع الجامعة، فهذه العلاقة بين الحوزة العلميّة والجامعة، ووحدة الحوزة العلميّة والجامعة، ليست ليومٍ واحد، بل يجب أنْ تكون سنويّة، وهم يطرحون فيها التساؤلات والقضايا، وأنتم تقدّمون الإجابات والأحكام.