11 04 2023 1336241 بطاقة تعريف:
image
سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي:

ليلة القدر هي أفضل زمان للإستفادة من القرآن الكريم وولاية أهل البيت (سلام الله عليهم) /علينا أنْ نسعى حتّى نكون «ليلة القدر» لا «ليلة القبر»!​​​​​​​

موقع إسراء الرسميّ: قال آية الله العظمى الجوادي الآملي: القلب الذي يحتوي على أفكار إلهيّة هو «ليلة القدر»، والقلب الذي يحتوي على أفكار شيطانيّة هو «ليلة القبر»

 

وفقاً لتقرير موقع إسراء الرسميّ، قال سماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي في مراسيم ليلة القدر: إنّنا نقضي أيّام استشهاد أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (سلام الله عليه) وليالي القدر، وهذا الزمان بسبب هاتين الخصوصيّتين هو مرتبط بهاتين الوزنتين الوزينتين الثقلين؛ أي: بالقرآن الذي نزل في ليلة القدر، وكذلك بالعترة (سلام الله عليهم) ـ كما أنّ سيد الأوصياء (سلام الله عليه) استشهد في هذه الأيّام ـ، فلذا هذا الزمان هو أفضل زمان للإستفادة من القرآن الكريم من جهة، وولاية أهل البيت (سلام الله عليهم) من جهة أُخرى.

وأضاف سماحته: أنّه قد ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بأنّه قال: «دُورُوا مَعَ كِتَابِ اللهِ حَيْثُ مَا دَارَ» [1]، كما وقد ورد عنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) في شأن أميرالمؤمنين (سلام الله عليه) أنّه قال: «عَلِيٌ‏ مَعَ‏ الْقُرْآنِ‏ وَالْقُرْآنُ مَعَ عَلِيٍّ‏» [2]، و«عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ يَدُورُ مَعَهُ‏ حَيْثُمَا دَارَ» [3]، فأينما كان القرآن، يكون أميرالمؤمنين عليّ (سلام الله عليه) أيضاً حاضراً، وأينما كان أميرالمؤمنين عليّ (سلام الله عليه)، يكون القرآن أيضاً حاضراً، ولهذا لقد اعتبروا هذا الوجود المنسجم واجبنا، وقالوا لنا: أينما كان القرآن كونوا أنتم أيضاً.

وقد أشار سماحته إلى مكانة السيّدة الزهراء (سلام الله عليها)، وقال: إذا ورد في شأن الصدّيقة الكبرى (سلام الله عليها) أنّ هذه السيدة هي «ليلة القدر»، فهو من باب «التمثيل» لا «التعيين»؛ لأنّ المعصومين الأربعة عشر (سلام الله عليهم) كلّهم «ليلة القدر»؛ أينما كان القرآن فالقدر موجود، وأينما كانت العترة (سلام الله عليهم) فالقرآن موجود، وإذا كانت السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) هي «ليلة القدر»، فإنّ سائر المعصومين الثلاثة عشر (سلام الله عليهم) أيضاً «ليلة القدر»؛ لأنّ هذه الأنوار الأربعة عشر حقيقة واحدة.

وأكّد سماحته: ونحن شيعة هذا البيت، إذا كنّا في خدمة القرآن الكريم، فسنكون بدورنا أيضاً «قدراً» و«ليلة القدر»! لأنّ هذا القرآن نزل في «القدر» وفي «ليلة القدر».

الفرق بين «ليلة القدر» و«ليلة القبر»

وقد أشار أُستاذ الحوزة العلميّة بقم المشرّفة البارز إلى الفرق بين «ليلة القدر» و«ليلة القبر»، وقال: قال لنا العظماء الذين بذلوا جهدهم في هذا المجال: إنّ البعض هم «ليلة القبر»، والبعض الآخر هم «ليلة القدر»، تلك القلوب التي هي وعاء لمعارف القرآن هي «ليلة القدر»، وتلك القلوب التي يصبّ فيها الأفكار الميتة من جهة، ويصبّ فيها الدوافع الميتة من جهة أُخرى، فهي «ليلة القبر» لا «ليلة القدر»! الشخص الذي لا ظهور للفكر الحي فيه، ولا ظهور للتصميم الحي فيه، ولا ظهور للعزم الحي والإرادة الحيّة فيه، وكلّ ما يستقر فيه إمّا أفكار ماديّة وهي ميتة أو دوافع دنيويّة وهي ميته أيضاً، فمثل هذا الإنسان هو «ليلة القبر» لا «ليلة القدر».

وأكّد سماحته على ضرورة التجنّب من الأفكار الميتة، وقال: ما يعود إلى الطبيعة هو ميّت، وما يعود إلى الرذائل له جثة باردة، وما يعود إلى الاختلاف، والحقد، والعداوة، والجشع، والطمع، والدنائة، ونحو ذلك، فهو ميت، وإذا صُنّف في روح شخصٍ ما أفكار ميتة، وغرس في قلبه دوافع ميتة، فمثل هذا الإنسان له قبر بداخله، لا قدر! وإذا كان لشخصٍ ما أفكار حيّة في مجال الجزم العلمي، وكانت لديه دوافع حيّة في مجال العزم العملي، فإنّ مثل هذا الشخص سيفهم المطالب الحيّة في الأبحاث العلميّة، وفي المسائل العلميّة سيظهر العزم الحي والإرادة الحيّة في روحه، ومثل هذا الشخص هو «ليلة القدر».

وقال آية الله العظمى الجوادي الآملي: إذا أردنا التشخيص بأنّنا «ليلة القبر» أو «ليلة القدر»، فعلينا أنْ نعرض كلّ هذه الأفكار والدوافع العلميّة على القرآن الكريم من جهة، وأنْ نعرض جميع الدوافع والعزم والإرادة العمليّة أيضاً على القرآن الكريم من جهة أُخرى؛ لأنّ الكتاب الإلهي هو حيٌّ لا يموت، فعلمه حي، وأمره العملي أيضاً حي، فإذا كان علم القرآن حيّاً ينبغي موازنة أفكارنا العلميّة في ميزان علمه الحي، وإذا كان إرشاده العملي حيّاً فيجب أنْ نقيّم دوافعنا العمليّة أيضاً في هذا الميزان الحي حتّى نفهم أنّنا «ليلة القبر» أو «ليلة القدر»!

وفي ضمن إشارة مجددة إلى مكانة السيّدة الزهراء (سلام الله عليها) الرفيعة من سماحته، قال: فإذا قيل عن السيّدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) انّها «ليلة القدر» هو كلام حقّ، ولكن ليس بتعيين، بل هو تمثيل؛ لأنّ «ليلة القدر» هي صادقة أيضاً بالنسبة للذوات المقدّسة الأُخرى (سلام الله عليهم)، وهذا الحصر ليس حصراً مطلقاً، بل هو حصر نسبي وإضافي؛ لأنّ شيعتهم أيضاً، كلّ منهم يمكن أنْ يكون «ليلة القدر» بدوره، لكن أهل البيت (سلام الله عليهم) هم في القمة، وفي المرتبة الأعلى، وأتباعهم في المرتبة الأدنى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* المصدر: خطاب آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي في ليلة 19 رمضان سنة 1380 هـ ش.

[1] الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين (ط ـ دار الكتب العلميّة): ج 2، ص 162، ح 2652.

[2] الطوسي، الأمالي (ط ـ دار الثقافة): ص 479، ح 1045.

[3] المجلسي، بحار الأنوار (ط ـ بيروت): ج 30، ص 352.


دیدگاه شما درباره این مطلب
أضف تعليقات