موقع إسراء الرسميّ: بولادة ولي الله الأعظم (سلام الله عليه)ينتفع الناس بأفضل البركات؛ لأنّه (سلام الله عليه)خير أهل الأرض، وأثر وجود أفضل إنسان على وجه الأرض ينتفع منه كلّ الأرض وسكّانها. لقد وُلد صاحب العصر والزمان (سلام الله عليه)، وآخر حجّة إلهيّة،وخير أهل الأرض في عصرنا، في فجر منتصف شعبان سنة 255 (هـ. ق)،وهذه الليلة المباركة التي هي ليلة ميلاد موفور السرور ذلك الإمام (سلام الله عليه) يحتمل أنْ تكون ليلة القدر أيضاً، كما أنّه قد أُوصي ببعض أعمال ليالي القدر في هذه الليلة أيضاً.
إنّليلة النصف من شعبان هي ليلة مباركة والتي قد تشبه إلى حد كبير ليالي القدر في الفضائل؛وهناك كلام منير عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (سلام الله عليه) يدلّعلى أنّليلة النصف من شعبان هي أيضاً في حدّ نفسها ليلة القدر، وواجدة لإحدى درجات تقدير الأُمور؛وقد ورد في مطلع هذا الحديث أنّه قد أجاب الإمام محمّد بن عليّ الباقر (سلام الله عليه) على سؤال في فضل ليلة النصف من شعبان، وقال: إنّليلة النصف من شعبانهيأفضل ليلة بعد ليلة القدر[1]؛وهناك روايات أُخرى عن كثرة المغفورين في تلك الليلة المباركة من جانب المعصومين الأربعة عشر.
قال سماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي عن سرّعِدلليلة النصف من شعبان لليلة القدر:إنّ الإنسان الكامل المعصوم ـ والذي يكون مصاديقه المنحصرة هي العترة الطاهرة (سلام الله عليهم) ـ هو عِدل القرآن الحكيم، وإنّهما وفقاً لحديث الثقلين المتواتر لن يفترقا أبداً عن بعضهما البعض. «القرآن» هو تجلّيكتاب الله سبحانه وتعالى المدوّن، و«الإنسان الكامل المعصوم» هو تجلّي كتابه التكويني؛ فكما أنّ مع نزول القرآن في ظرف زمني معيّن، يُعطى ذلك الظرف المعهودقدراً ويصبح ليلة القدر، فبتجلّي الإمام المعصوم (سلام الله عليه) وتنزّله من مخزن الغيب الإلهي في ظرف زمني معيّن، يُعطىذلك الظرف الشخصيقدراً ويصبح ليلة القدر؛لأنّه على الرغم من أنّ الزمان والأرض قد يكون لهما حظّ من القداسة بسبب صدورهما من مصدر الغيبالإلهي، لكن ما هو شرف للزمان هو في الواقع «المتزمّن»، وما هو فخر للمكان هو في الواقع «المتمكّن».
وبحسبهذاالبيانالجامع،فإنّمولد معصومٍكونهجامعاًوعِدلاًللقرآنالكريم،تقتضيحقيقتهونبوّتهأوإمامتهأنْ تكون ليلةالقدر.
إنّ روايات المعصومين (سلام الله عليهم) أيضاً تعبّر عن العلاقة التي لا تنفصم بين القرآن والعترة (سلام الله عليهم)،ومتوافقة مع حديث الثقلين، وشاهدة على عدم افتراق هاتين الحقيقتين وأحكامهما عن بعضهما البعض، ونفس هذه العلاقة هي أيضاً جارية في مقام المعرفة؛ فإنّ الأئمّة (سلام الله عليهم) يستعينون بالقرآن للتعريف عن أنفسهم، وللتعرّف على القرآن أيضاً يتكلّمون عن حقيقة أنفسهم؛ لأنّه لا يمكن معرفة أيّ منهما دون الآخر.
وبما أنّ خاتم الأوصياء حجّة بن الحسن المهدي (عجلّ الله تعالى فرجه الشريف) هو عصارة فضائل أهل بيت الوحي (سلام الله عليهم)، بل عصارة جميعالبشر الكاملين، فقد وجد ظرف زمان تجلّيه من مخزن الغيب الإلهي في نشأة المُلك من بين سائر الأيّام المباركة ومواليد الحجج الإلهيّة (سلام الله عليهم) مكانة خاصّة وبارزة، وفي ضوء ذلك فذلك الظرف يعادل ليالي القدر، بل يعتبر ليلةمن ليالي القدر المحتملة.
يبدو أنّه في عصرنا وهو زمن ولاية ذلك الوليّ المعصوم الآخر(سلام الله عليه)يتمّ تقرير مقدّرات العالم على مراتب، حيث أنّها تبدأ من ليلةميلاد ذلك الإمام (سلام الله عليه) في النصف من شعبان، وتثبت الواحدة تلو الأُخرىفي ليالي شهر رمضان المبارك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المصدر: مأخوذ من كتاب «المهدي الموعود الموجود» تأليف سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي.