كأس المعرفة؛ مأخوذ من سلسلة كلمات سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي (حفظه الله)
متقبّل الحق
ولمّا جاء الدين؛ أي: حينما عرض رسول الله (علیه وعلى آله آلاف التحیة والثناء) # حقيقة التوحيد، خالفه معظم أهل الحجاز، بل قاموا بمحاربته، وعارضه كلّ من الفقراء والأغنياء؛ لأنّ مَنْ كان فقيراً كان يعتبر سنّة عبادة الأصنام أمراً حقّاً، ومَنْ كان غنيّاً أيضاً كان يعتبر سنّة عبادة الأصنام أمراً حقّاً؛ وفي المقابل، إنّ أوّل الناس الذين آمنوا بدين الحق وقبلوا ما جاء به الرسول الكريم (علیه وعلى آله آلاف التحیة والثناء)، اثنان، أحدهما فقير والآخر غني؛ أي: # عليّ بن أبي طالب (سلام الله عليه) الذي كان فقيراً فقد آمن وقَبِل، و # خديجة الكبرى (سلام الله عليها) التي كانت غنيّة أيضاً فقد آمنت وقَبِلت.
حسبما عرّف الدين نفسه وقدّم شواهد، فإنّه يقول: إنّه من الممكن أنْ يعيش شخصٌ ما في أرقى وأثرى قصور مصر وهو يتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى ـ مثل امرأة فرعون ـ، ويمكن لشخص ما أنْ يعيش في أفضل البيوت ـ أي: في بيت الوحي ـ ومع ذلك يكون كافراً ـ مثل امراة نوح، وامرأة لوط ـ [1]؛ فكون السيّدة # خديجة (سلام الله عليها) أوّل امرأة لبّت الداعي إلى الحقّ سبحانه وتعالى، لا لأنّها كانت زوجة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ـ لأنّ قبلها كان هناك مَنْ هنّ زوجات الأنبياء وكُنّ كافرات ـ، بل ما يمكن أنْ يشرح علل الميل إلى الدين جيّداً هو ظهور # اليقين بدلاً من الخيال، وقبول # رضا الحقّ بدلاً من هوى النفس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ * وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾. (سورة التحريم (66): الآية 10 ـ 11)
# ذكرى وفاة السيّدة خديجة الكبرى (سلام الله عليها)
# آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي
# كأس المعرفة
# مقطع صوتي
# الضيافة الإلهيّة
# خطاب موضوعي حول الإنسان والدين، الجلسة السابعة
# التاريخ: سنة 1373 هـ ش
https://esra.ir
@a_javadiamoli_esra