كأس المعرفة؛ مأخوذ من سلسلة كلمات سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي (حفظه الله)

المزايدة الإلهيّة

لوجود # الإمام السجاد (سلام الله عليه) المبارك في وداع شهر رمضان المبارك تعبيرٌ منير، وهو # مسهّل العمل لنا جميعاً؛ فكلّنا نريد أنْ نعيش جيّداً، ونريد أنْ تكون لنا حياة كريمة ـ بالطبع، ليست ارستقراطية، بل متوسطة ـ لكنّنا لا نعرف كيف نعيش: أحياناً نسير على هذا النحو، وأحياناً نسير على ذاك النحو!

انظروا كيف يستدل وجود الإمام السجاد (سلام الله عليه) المبارك؛ يقول: «أَنْتَ الَّذِي‏ زِدْتَ‏ فِي‏ السَّوْمِ‏ عَلَى نَفْسِكَ لِعِبَادِك‏» [1]؛ أي: يقول: إلهي! لقد قمت وتقوم بـ # عملٍ غير مسبوق، وهو أنّه عندنا مزايدة في العالم ومناقصة، فالمزايدة هي عند البائع، والمناقصة عند المشتري؛ مَنْ يريد أنْ يبيع سلعة، أو يبيع بضاعة، فهو يعلن عن المزايدة بأنّ مَنْ يشتري بسعرٍ أرفع سأبيعه؛ فإعلان المزايدة للبائع، وللمؤجر: إذا أراد شخص ما أنْ يؤجر فإنّه يعلن عن المزايدة، وإذا أراد شخص ما أنْ يبيع فإنّه يعلن عن المزايدة؛ وإعلان المناقصة للمشتري، وللمستأجر: مَنْ أراد أنْ يشتري فإنّه يعلن عن المناقصة بأنّ مَنْ يبيع بسعرٍ أقل أشتري منه، ومَنْ أراد أنْ يستأجر فإنّه يعلن عن المناقصة.

إلهي! ما تفعله هو أنّك المشتري الذي يعلن عن المزايدة! ونحن لم نسمع في العالم أبداً أنّ مشترٍ يعلن عن المزايدة، ويقول: إنّني أشتري بسعرٍ أرفع! ولقد قلت للجميع: لمَنْ تريدون أنْ تؤجروا أنفسكم؟ أنا أعطيكم المزيد، لمَنْ تريدون أنْ تبيعوا وقتكم؟ أنا أعطيكم المزيد، لمَنْ تريدون أنْ تبيعوا عُمركم؟ أنا أعطيكم المزيد! ولقد أعلنت عن المزايدة، وقلت: إنّني أعطي عشرة أضعاف، فتعال في طريقي؛ فهذا هو الله سبحانه وتعالى!

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الصحيفة السجاديّة، الدعاء 45 (من دعائه عليه السلام في وداع شهر رمضان).

# آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي

# كأس المعرفة

# مقطع صوتي

# الضيافة الإلهيّة

# درس البحث الخارج للفقه، النكاح، الجلسة 357