كأس المعرفة؛ مأخوذ من سلسلة كلمات سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي (حفظه الله)

سُلّم التقرّب

الصوم هو عبادة تدريبيّة حتّى ينزّه # المجاري الإدراكيّة والتحريضيّة من أذى وإضرار النفس من الداخل، وأذى وإضرار ابليس من الخارج؛ ويمكن أنْ تكون هذه المجاري الإدراكيّة والتحريضيّة # مظهر ظهور علم الله سبحانه وتعالى في قسم المعرفة، ومظهر ظهور إرادة الله سبحانه وتعالى وقدرته في قسم العمل.

إنّ عمل الله سبحانه وتعالى ـ سواء في قسم المعرفة أو في قسم العمل ـ حقٌّ مطلق، فهو ﴿يَقُولُ الْحَقَّ﴾ [1]، و ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾ [2]؛ ولا يأتي من الله سبحانه وتعالى ـ وهو «الخير المطلق» ـ سوى # الإحسان، فإذا أراد علم الله سبحانه وتعالى أنْ يظهر في مجاري إدراكِ شخصٍ ما، فيجب أنْ تكون تلك المجاري طيّبة وطاهرة؛ وإذا أرادت قدرة الله سبحانه وتعالى وإرادته أنْ تتجلّيا في مجاري اقتدارِ شخصٍ ما وإرادته، فيجب أنْ تكون تلك المجاري طيّبة وطاهرة؛ وإذا كان الشخص طيّباً وطاهراً من الناحية العلميّة والعمليّة، فيكون لديه القدرة لكي يمنح # قرب الفرائض، و # قرب النوافل.

وحيث أنّ الله سبحانه وتعالى قال: أنا الذي اوفر # أفكار الإنسان السالك الصالح ودوافعه، فإنّ أفضل طريق لهذا هو # الصوم، وهو ما يُدرب في شهر رمضان المبارك؛ وقد قالوا لنا: عند ما تصوموا، يجب أنْ تصوم أعينكم، وأُذنكم أيضاً، ويجب أنْ تصوم قلوبكم، وأفكاركم، ودوافعكم أيضاً، وحينئذٍ تصبحوا مثل الملك! وكما أنّ الله سبحانه وتعالى يوفر للملائكة، فأنتم حيث أنّكم # مؤمنين سالكين صالحين يوفر الله سبحانه وتعالى لكم أيضاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] سورة الأحزاب (33): الآية 4.

[2] سورة البقرة (2): الآية 147.

# آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي

# كأس المعرفة

# مقطع صوتي

# الضيافة الإلهيّة

# بيان موضوعي حول شهر رمضان المبارك

# التاريخ: 10 / 07 / 1384 هـ ش

https://esra.ir

@a_javadiamoli_esra

​​​​​​​