كأس المعرفة؛ مأخوذ من سلسلة كلمات سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي (حفظه الله)

سرّ الصيام

قد ذُكر هذا الحديث الشريف ـ الذي هو علامة باطن الصيام وسرّه ـ في عظمة الصيام، وهو أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ:‏ «الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» [1]؛ أي: «الصوم لي» معناه أنّ # الصوم بصرف النظر عن حكمه الظاهري، له باطن أيضاً، وهو # لقاء الحقّ سبحانه وتعالى.

وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في تلك الخطبة المعروفة التي ذكر فيها أنّ شهر رمضان هو «شهر الله»: «قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ الله‏» [2]؛ لأنّ ما هو مطروح في هذا الشهر هو «صوم الله» الذي قال الله سبحانه وتعالى: «الصَّوْمُ لِي»؛ لأنّ الصوم هو لله سبحانه وتعالى، وهذا الشهر هو شهر الصيام، ولهذا يسمّون شهر رمضان المبارك بـ «شهر الله»؛ فشهر رجب هو شهر الولاية، وشهر شعبان هو شهر الرسالة والنبوّة، وشهر رمضان المبارك هو «شهر الله»؛ ولهذا قالوا لنا: اسألوا الله سبحانه وتعالى أنْ # يمهّد لكم التوفيق في شهر رمضان المبارك، وليس الأمر كذلك بأنّ أيّ شخص يمكنه أنْ يدرك عظمة شهر رمضان المبارك قبل أنْ يخطوا مقدّمات عدّة.

وحيث أنّ الصوم هو لله سبحانه وتعالى، فقد أصبح شهر رمضان المبارك «شهر الله»، وإذا لم يصل الإنسان في «شهر الله» إلى لقاء الله، فهو لم يصل إلى # باطن الصوم، بل صام على مستوى الطبيعة، والأجر الذي يعطونه له أيضاً في نفس المستوى.

ــــــــــــــــــــــــــ

[1] الحر العاملي، وسائل الشيعة (ط ـ آل البيت عليهم السلام): ج 10، ص 400، ح 13687.

[2] الحر العاملي، وسائل الشيعة (ط ـ آل البيت عليهم السلام): ج 10، ص 313، ح 13494.

# آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي

# كأس المعرفة

# مقطع صوتي

# الضيافة الإلهيّة

# خطاب في شهر رمضان المبارك، الجلسة السابعة

# التاريخ: سنة 1363 هـ ش

https://esra.ir

@a_javadiamoli_esra

​​​​​​​