كأس المعرفة؛ مأخوذ من سلسلة كلمات سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي (حفظه الله)
مائدة الكرم
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللهِ أَفْضَلُ الشُّهُور... وَسَاعَاتُهُ # أَفْضَلُ السَّاعَاتِ، هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ الله»؛ أي: أنّ الله سبحانه وتعالى هو المضيف؛ حسناً، إذا أصبح شخص ما ضيفاً لصاحب بيتٍ، فعليه أنْ يأكل طعام صاحب البيت، وطعام صاحب البيت هذا هو «عدم الأكل»؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى منزّه، وقد دعا الإنسان إلى # مقام التجرد؛ الضيافة التي يكون الترحيب فيها هو «عدم الأكل»!
عند ما يصبح الإنسان ضيفاً لله سبحانه وتعالى، عليه أنْ يأكل # الطعام الإلهي، والطعام الإلهي هو النزاهة من كلّ الذنوب، وإلّا فلن يكون الإنسان ضيفاً لله سبحانه وتعالى؛ وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ الله وَجُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ الله»، حسناً، فمَنْ هو الكريم عند الله سبحانه وتعالى غير التقي؟! معناه أنّ الشهر هو # شهر التقوى.
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «أَنْفَاسُكُمْ فِیهِ تَسْبِیح»؛ أي: هو بشكل تكون الأنفاس فيه # تسبيحاً، ﴿وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [1]؛ الإنسان هو مسبّح الحقّ ولكنّه لا يعلم ماذا يفعل! «وَنَوْمُكُمْ فِیهِ عِبَادَةٌ، وَعَمَلُكُمْ فِیهِ مَقْبُولٌ، وَدُعَاؤُكُمْ فِیهِ مُسْتَجَاب»؛ لأنّكم ضيوف الحقّ تعالى وهو المضيف، «فَاسْأَلُوا اللهَ رَبَّكُمْ بِنِیاتٍ صَادِقَة»؛ الدعاء يستجاب دائماً، ولكن في هذا الشهر يمكنكم أنْ تستمتعوا بفضائل متفوّقة، واسألوا الله سبحانه وتعالى «أَنْ یوَفِّقَکمْ لِصِیامِهِ، وَتِلَاوَةِ کتَابِه» [2].
قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ [3]؛ الحد التام لشهر رمضان المبارك أصلاً هو أنْ يكون الشهر # شهر القرآن، وأساس هذا الشهر هو الأُنس بالقرآن؛ لأنّه الشهر الذي نزل فيه القرآن، وحينما يعرّف الله سبحانه وتعالى هذا الشهر، لم يقل: إنّه الشهر الذي قد تمّ فيه وجوب الصوم، بل يقول: هو الشهر الذي قد جاء فيه القرآن: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾، طبعاً القرآن فيه أحكام، وإحداها هي: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾، ولهذا قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): فاسألوا الله سبحانه وتعالى # التوفيق للصيام وتلاوة القرآن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سورة الإسراء (17): الآية 44.
[2] الحر العاملي، وسائل الشيعة (ط ـ آل البيت عليهم السلام): ج 10، ص 313، ح 13494.
[3] سورة البقرة (2): الآية 185.
# آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي
# كأس المعرفة
# مقطع صوتي
# الضيافة الإلهيّة
# سورة البقرة المباركة، الجلسة 198
https://esra.ir
@a_javadiamoli_esra