23 01 2023 973682 بطاقة تعريف:
image
آية الله العظمى الجوادي الآملي:

نظامنا نظام إلهي وعلينا أنْ نعرف واجبنا في الحفاظ عليه / التأكيد على حل مشكلة التوظيف، والسكن، وارتفاع الأسعار!

موقع إسراء الرسميّ: التقى محمّد مهدي عبد خدايي ـ الأمين العام لجمعيّة «فدائيو الإسلام» ـ، وجمع من أعضاء مجموعة سعد آباد الثقافيّة ـ التاريخيّة اليوم الاثنين (23 يناير 2023 / 1 رجب 1444) بآية الله العظمى الجوادي الآملي، وتحدّثوا معه أثناء حضورهم بيت سماحته.

وفقاً لتقرير موقع إسراء الرسميّ: التقى أمين عام جمعيّة «فدائيو الإسلام» محمّد مهدي عبد خدايي، وجمع من أعضاء مجموعة سعد آباد الثقافيّة ـ التاريخيّة اليوم الاثنين (3 بهمن 1401 هـ ش الموافق لـ: 1 رجب 1444 هـ ق) بآية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي، وتحدّثوا معه أثناء حضورهم بيت سماحته.

قال آية الله العظمى الجوادي الآملي في لقائه مع أمين عام جمعيّة «فدائيو الإسلام»: نطلب من الله سبحانه وتعالى المغفرة لجميع الشهداء، وخاصّة هؤلاء الأعزاء (الشهيد نواب صفوي و«فدائيو الإسلام»)، ونسأله أنْ يحشرهم مع أهل البيت (عليهم السلام)، ونأمل أنّه إذا لم يكن الآخرون ـ حتّى أنفسنا ـ سالكين طريقهم، على الأقل لا نسدّ طريقهم، ونجعل طريقهم ممهداً حتّى يتمكّن الذاهبون طيّ هذا الطريق بسهولة!

وصرّح سماحته: أنّ للقصّة والتاريخ جانبان: جانب حول الماضي وهو التاريخ، والجانب الآخر حول المستقبل وهو رسالة؛ وهذه الطريقة قد أحياها أهل البيت (عليهم السلام)، وأصلها من أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) الذي قال: «وَاللهِ مَا يُبَالِي ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوَقَعَ‏ عَلَى‏ الْمَوْتِ‏ أَمْ وَقَعَ الْمَوْتُ عَلَيْه‏»! [المجلسي، بحار الأنوار (ط ـ بيروت): ج 68، ص 263، ح 1] لأنّه عليه السلام يعتقد أنّه يجب أنْ يُذاق الموت! ونحن مَنْ يذوق الموت، وهذه المدرسة قد استمرت إلى أنْ ظهرت من قِبل الإمام الراحل (رضوان الله تعالى عليه).

ومع الإشارة من سماحته إلى أنّ هذه المدرسة يمكنها تربية أشخاص مثل نواب صفوي، قال: إنْ كان عندنا في قضيّة أعزاءنا «فدائيو الإسلام» عدد قليل من الأشخاص الذين كانوا على هذا النهج، ففي السنوات الثماني للدفاع المقدّس كان لدينا العشرات من أمثال نواب صفوي! كان الشهيد نواب صفوي شاباً مثقّفاً، وكان قد نشأ في طهران، وأتى إلى قم، وكان تلميذاً فاضلاً، وقد سمع أشياء كثيرة واختار هذا الطريق، لكن كان هناك أعزاء ذهبوا إلى جبهة الدفاع ولم يرغبوا بتاتاً في أنْ يبقى لهم أسم! وكثير من هؤلاء الشهداء مجهولون؛ لأنّهم كانوا ينتزعون لوحاتهم المخصّصة للهويّة في ليلة العمليات الهجوميّة وكانوا يتوجّهون إلى ساحة المعركة!

وتابع سماحته: كان في مشهد كربلاء رجل واحد باسم عابس وقد ظهر عارياً في ساحة القتال، ولكن في الدفاع المقدس الذي استمر ثماني سنوات، كان لدينا الكثير من الشباب الطاهرين الذين انتزعوا لوحاتهم المخصّصة للهويّة ولا يوجد هناك ما يدل عليهم! ولقد كان لدينا أعزاء قاوموا کثيراً في شتاء كردستان هذا بالذات لحماية الخنادق حتّی جمدوا من البرد واستشهدوا بهذه الطريقة! وهذا هو الأصل الأوّل، وهو أنّه ما الذي فعلوه هؤلاء! لكن الأصل الثاني هو أنّه ما الذي يجب علينا فعله؟!

قال آية الله العظمى الجوادي الآملي: قد ورد في كتاب «أسد الغابة» ـ الذي يحكي قصّة الأشخاص الشجعان جدّاً ـ ذكر اسم شخصيّة اسمها «الأحنف بن قيس» [ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة (ط ـ دار الكتب العلمية): ج 1، ص 178، الترجمة رقم 51] ويجب أخذ هذه الشخصيّة بعين الاعتبار؛ فقد شارك الأحنف [في يوم من الأيّام] في الجلسة التي عقدها الأُمويّون لتبرير الصعوبات، والنقص، وارتفاع الأسعار، وكان الخطيب الأُموي يقول: قد جاء في القرآن أنّ الرازق هو الله، وينزل ما هو صلاح للناس، وقد أنزل الله لكم هذا المقدار، وإذا كنتم أهل التقوى فستأتي السعة في معيشتكم، فلماذا تشتكون من التكلفة والصعوبة؟! فقام الأحنف بن قيس، وقال: أيّها المتحدّث! ها هنا مسائل ثلاثة، فلماذا تغالط؟ المسألة الأُولى هي أنّه لا شك في أنّ خزائن الله غير محدودة، والمسألة الثانية هي أنّه أيضاً لا كلام في أنّ الله تعالى ينزل رزقنا وقوتنا من خزائنه بحكمة ولطف، ونحن في هاتين المسألتين عباد الله المخلصين، ولكن هنا مسألة ثالثة وهي أنّ الله سبحانه وتعالى قد أنزل لنا الرزق من خزائنه بحكمة، ولكن أنت الذي جعلته في خزائنك، وأغلقت عليه بابك، وقد منعته منّا، ولا تدع أيّ شيء يصل إلينا! فمشكلتنا في هذه المسألة الثالثة! [انظر: السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور (ط ـ دار الفكر): ج 5، ص 71]

وقال سماحته: يجب أنْ نعلم دائماً أنّ نظامنا هذا هو نظام إلهي، ويجب أنْ يبقى حتّى ظهور صاحبه الأصلي، ولكن من أجل الحفاظ عليه، يجب أنْ نعرف ما هو واجبنا تجاهه، وما يجب علينا القيام به! يجب علينا وقف السرقات، والنهب، وحلّ مشكلة التوظيف، والسكن، وارتفاع الأسعار حتّى ننجح!

وفي النهاية طلب سماحته من الله سبحانه وتعالى لكلّ الشهداء، وخاصّة هؤلاء الأعزاء (فدائيو الإسلام) وجميع شهداء الثورة الإسلاميّة، الروح، والريحان، والروضة، والرضوان الإلهي، وأعرب عن أمله في أنْ يصل هذا النظام إلى صاحبه الأصلي ببركة هذه الأرواح والنفوس الطيّبة والطاهرة!


دیدگاه شما درباره این مطلب
أضف تعليقات