موقع إسراء الرسميّ: التقى العميد أحمد رضا رادان القائد العام لقوّات الشرطة في البلاد ظهر يوم الخميس (2 مارس 2023 / 9 شعبان المعظم 1444) بسماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي وتحدّث معه أثناء حضوره بيت سماحته.
قال آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي في هذا اللقاء: أنتم كمسئولين عن أمن البلاد، يجب أنْ تعلموا أنّ الأمن يتحقّق بالعلم والفهم والتدبير والأدب، والأُمور العسكريّة لها نصيب أقل.
وذكر سماحته: أنّ القرآن الكريم يقول: إنّکم أبناء إبراهيم الخليل (عليه السلام)، ولذا يجب عليكم اتّباع طريق أبيكم، فإبراهيم الخليل (عليه السلام) بعد بناء المسجد والكعبة لم يكتفي بوجودهما، وقال: إنّ هذا المسجد يريد مدينة عامرة أيضاً، ثمّ قال: والمدينة العامرة أيضاً يجب أنْ يوفّر أمنها: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِناً﴾ [1]، ونحن إذا كنّا نفكّر وفقاً للقرآن، فعلينا أنْ نوفّر الأمن للجميع.
وقال سماحته: على هذا الأساس لابدّ من رفع قلق أهالي تلاميذ المدارس بعد الأحداث الأخيرة، وتوفير الأمن لتلاميذ المدارس وأهاليهم بسعيكم وجهودكم.
وبيّن سماحته: أنّه لا ينبغي أنْ يكون أيّ عمل أو حادث ثقيل في رأيكم، بل قولوا للعمل: إنّ لدينا صاحباً، وهو الله سبحانه وتعالى، والعالم كلّه حسب مشيئته وإرادته، وهو الذي يدير الأعمال الشاقّة، وإذا جعلتم علاقتكم بإلهكم حميميّة، يمكن أنْ يكون لكم دعاء ومناجاة معه سبحانه وتعالى.
وقال سماحته: ذكر اسم الإمام الخميني، والسيّد القائد، وقول «بسم الله»، وأمثال ذلك، لا يكفي؛ فهذه الأُمور أكثر من أنْ تكون إسلاميّة، هي احتكاك بالإسلام فقط؛ فنحن في الثماني سنوات من الدفاع المقدّس، والتي كانت حرباً عالميّة ضدّنا، وكانت جميع الدول ـ باستثناء عدد قليل من البلدان الفقيرة ـ تدعم المعتدي، خرجنا فخورين؛ لأنّ الرأي الإسلامي كان هو السائد، والآن أيضاً يجب أنْ يحكم هذا الرأي البلاد.
وذكر سماحته: أنّه كان بلدنا بلد سلطان السلاطين وليس ببلد السلاطين فحسب؛ أي: كان بلد كبير يدير البلدان الصغيرة التي كانت حوله، وهذا فخر لنا؛ طبعاً نحن لا نفتخر بظلمهم وماديّتهم، لكن نحن أولاد العظماء، وكان لدينا علماء عظماء مثل الفارابي الذي قال مراراً ـ قبل أنْ يقول سعدي هذا البيت من الشعر: «بني آدم أعضاي يكديگرند» (أبناء آدم هم أعضاء بعضهم البعض) ـ: إنّه يجب علينا أنْ نعمّر الأرض كلّها وليس إيران فقط! (الأرض المعمورة)، فذلك الحكيم العظيم لم يكن يفكّر في إدارة المدينة وإزدهارها فحسب، بل كان يفكّر عالميّاً، وكان يفكّر في إزدهار الأرض كلّها!
وقال سماحته: علينا أنْ نفكّر ونتكلّم عالميّاً، والفكر العالمي هو أنْ يكون تعامل وتواصل مع الآخرين، ومع ذلك يجب أنْ نكون حذرين من كيد الأعداء أيضاً، وبعد التواصل نعد أصابعنا! لكن هذا التعامل وهذا الارتباط يجب أنْ يكونا موجودين.
وفي الختام أعرب سماحة آية الله العظمى الجوادي الآملي عن أمله في حفظ هذه الأرض وأمنها حتّى ظهور صاحب الأمر (سلام الله عليه) وذلك ببركة القرآن وأهل بيت العصمة والطهارة (سلام الله عليهم)، وأنْ يمنح قوّات المسلحة وقوّات الشرطة التوفيق للخدمة ومعرفة الصدمات والعيوب ومعرفة الأعداء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سورة البقرة (2): الآية 126.