موقع إسراء الرسميّ: التقت مجموعة من أعضاء مؤسسة حفظ آثار وقِيَم الدفاع المقدّس في محافظة قم بآية الله العظمى الجوادي الآملي وتحدّثت معه أثناء حضورها بيت سماحته.
بحسب تقرير مراسل موقع إسراء الرسميّ: بيّن آية الله العظمى الجوادي الآملي في لقاءه مع مجموعة من أعضاء مؤسسة حفظ آثار وقيم الدفاع المقدّس في محافظة قم؛ أنّ للحفاظ على القيم والحفاظ على دماء الشهداء أصلين ضروريين: أحدهما هو هذا العمل الذي تقومون به للحفاظ على هذه الآثار، وهذا عمل جيّد؛ لأنّ هذه هي آثارنا الدينيّة، ويجب علينا أنْ نحافظ عليها، وأنْ ننقلها إلى الأجيال القادمة؛ ولكن الأصل الثاني هو أنّه يجب علينا أنْ نحافظ على دماء الشهداء في العمل؛ فإنّ الخطوة الأُولى ضروريّة للتاريخ، ولكن إذا أرادت البقاء، فيجب العمل بها للحفاظ عليها، فهذان الأمران ضروريّان في نفس الوقت!
وقال سماحته: يجب أنْ نوكل أنفسنا إلى الله، وأنْ نعمل بالصواب أيضاً بقدر ما نفهمه وبقدر ما هو واجب علينا! نحن نعتقد ونؤمن بأنّه سيُحفظ هذا النظام حتّى ظهور الإمام (عليه السلام)، لكن ما هو واجب على عاتقنا، القيام بوظائفنا بشكل صحيح، وألّا نخالف [القانون]، وأنْ نوعظ طالما يستمعون إلى كلامنا، حتّى لا يخالف الآخرون [القانون] أيضاً!
وقال سماحته في جزء آخر من كلامه، بعد بيانه أنّ الإقتصاد ركن البلاد: إنّ الإقتصاد ركن البلاد، والشعب الذي يکون جيبه فارغاً ليس متسولاً، بل هو فقير، والفقير هو الشخص الذي كسر عموده الفقري؛ حقيبتكم وجيبكم هما قوامكم: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً﴾ [سورة النساء (4): الآية 5] إذا كنتم تريدون أنْ تعيشوا بكرامة، يجب أنْ تكون جيوبكم ممتلئة، وهذا لا يعني أنْ تكونوا أثرياء!
وتابع سماحته: حينما كانوا في الجاهليّة يقتلون أولادهم، لم يكن ذلك بسبب شدّة الفقر، بل لأنّهم كانوا يريدون الكرامة! ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ﴾ [سورة الأنعام (6): الآية 151] الإملاق يعني التملّق، كانوا يقولون: إنّني إذا كنت صفر اليد، فسأضطر إلى التملّق أمام الآخرين، وهذا يضرّ باعتزازي، حيث أنّي لا أستطيع الذهاب إلى بيتي بيد ممتلئة، ولأنّني لست متملّقاً، أقتل طفلي! والآن أيضاً فإنّ بعض هؤلاء الذين يحرقون المصاحف والمساجد، هم كذلك! طبعاً قال الله سبحانه: إنْ كنتم لا تريدون أنْ تتملّقوا فلدينا طريقة أُخرى ونحمي كرامتكم! كما يجب أنْ يقال لهؤلاء أيضاً: إنّ روح عدم التملّق للإنسان جديرة بالثناء، لكن طريقة حلّها ليست بهذه الأعمال؛ استعادة هذه الروح بالإقتصاد السليم، لا بقتل الأطفال وحرق المساجد!
وتابع سماحته: إنّ وجود قائد جيّد هو جانب من القضيّة، إذا كان القائد عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أيضاً، طالما أنّ المسئولين غير أكفاء، وهناك اختلاس ورواتب نجوميّة في المجتمع، فالفشل أمر مؤكّد.
وفي الختام دعا سماحته أنْ يحفظ الله تعالى هذا النظام، وأنْ يمنح روح الديانة والعقلانيّة للجميع، حتّى يتمكّنوا من خلق حياة كريمة للناس من خلال الذخائر الكثيرة الموجودة في البلاد.