موقع إسراء الرسميّ: التقى حجة الإسلام والمسلمين السيد عبدالفتّاح نواب، ممثّل الولي الفقيه في أُمور الحج والزيارة، صباح اليوم (29 ديسمبر 2022 / 5 جمادي الثاني 1444) بآية الله العظمى الجوادي الآملي وتحدّث معه أثناء حضوره بيت سماحته.
بحسب تقرير مراسل موقع إسراء الرسميّ: قال آية الله العظمى الجوادي الآملي في لقاء مع ممثّل الولي الفقيه في أُمور الحج والزيارة: الإسلام لديه رسالة لكلّ من الساحات الثلاثة: الوطنيّة، والإقليميّة، والدوليّة، والحج هو من العبادات العالميّة؛ لذا يجب على الزائر الذي يذهب إلى الحج أنْ يأخذ رسالة عالميّة ويعيد مثل ذلك.
وقال سماحته: إذا لم تكن علاقاتنا الدوليّة قويّة، ونبتعد عن طريق الإنسجام مع المذاهب والفِرَق الإسلاميّة الأُخرى، فلن نتمكّن من إيصال كلامنا إلى العالم.
وأعرب سماحته: حينما يقول الأئمّة الأطهار (عليهم السلام): «إِنَّ حَدِيثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ» [الكيني، الكافي (ط: الإسلاميّة): ج 1، ص 401، ح 3. أي:] أحاديثنا صعبة مستصعبة، ليست كلّها بسبب البراهين العلميّة، بل جزء منها يرجع إلى عملنا وطاقتنا؛ فلذا وفقاً لأحاديث الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) هذه، يجب علينا أنْ نكون قادرين على رفع قدراتنا والتواصل مع الآخرين بروحٍ عالية.
وذکر آية الله العظمى الجوادي الآملي: أنّه قالوا لأميرالمؤمنين (عليه السلام): هذا الفرس الذي تستخدمه لساحة المعركة، هو لنقل الحمولة والراکب، أي: حينما يريد المرء أنْ ينتقل من مكان إلى آخر يستخدم مثل هذه الخيول، فهذا الفرس ليس للحرب! لم لا تشتري فرساً سریعاً؟ قال عليه السلام: «لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ وَأَنَا لَا أَفِرُّ مِمَّنْ كَرَّ عَلَيَّ وَلَا أَكِرُّ عَلَى مَنْ فَرَّ مِنِّي» [المجلسي، بحار الأنوار (ط: بيروت): ج 41، ص 75 ـ 76، ح 5]؛ أي: قال علیه السلام: لست بحاجة إلى فرس سريع! لأنّي لستُ ممّن يهرب من ساحة المعركة، ولستُ ممّن يطارد الشخص الهارب، فهذا الرأي ليس له ثان! فالمکتب الشيعي بمصادره الغنيّة مثل نهج البلاغة والصحيفة السجاديّة، لديه القدرة على العيش بطريقة لا يتسلّط عليه أيّ شخص أجنبيّ!
وقال سماحته: القرآن يقول: إنّه لديکم هويّة، وهي أنّکم أبناء إبراهيم الخليل (عليه السلام)، فلذا اتّبعوا طريق أبيكم؛ قال إبراهيم الخليل (عليه السلام): إنّه لا بدّ من بناء مسجد لکي يجتمع الناس حوله، لكنّه لم يكتفي بوجود المسجد والكعبة، وقال: إنّ هذه الكعبة أيضاً تريد مدينة عامرة، ثمّ قال: إنّ المشكلة لن تحل بالمدينة العامرة إلّا بضمان أمنها: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِناً﴾ [سورة البقرة (2): الآية 126]، ونحن إذا كنّا نفكّر وفقاً للقرآن، فيجب أنْ نفكّر أيضاً في الأمن؛ لذلك، يجب أنْ يكون «قلمنا» و«كلامنا» آمنَيْن وأنْ يوفرا الأمن! لذا يجب أنْ نكون حذرين دائماً في حديثنا.
وفي الختام قال سماحته: ندعوا أنْ تُحْفَظ هذه البلاد بحرمة دماء الشهداء الطاهرة، وألّا نكون مديونين أو خجلين من هؤلاء الشهداء الذين هم رأس مالنا الرئيسي، وإنْ شاء الله سيصل هذا العَلَم إلى صاحبه الأصلي.