موقع إسراء الرسميّ: التقى أعضاء الهيئة الرئيسيّة لمجمع ممثلي طلّاب وفضلاء الحوزة العلميّة في قم المشرّفة اليوم الأحد (5 مارس 2023 الموافق لـ: 12 شعبان المعظم 1444) بسماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي وتحدّثوا معه أثناء حضورهم بيت سماحته.
قال سماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي في هذا اللقاء: إنّ أهم عمل وأساس وقاعدة للحفاظ على الشريعة هو وجود الحوزة العلميّة المبارك، وفي الحوزة العلميّة أيضاً، الإدارة هي الكلمة الأُولى فيها.
وبالإشارة من سماحته إلى عظمة حوزة النجف الأشرف العلميّة قال: إنّ جميع الحوزات العلميّة في أنحاء العالم هم جالسون على مائدة حوزة النجف الأشرف العلميّة، وإذا أخذتم نتاج النجف الأشرف من الحوزات العلميّة فأيدي الحوزات العلميّة تصبح فارغة؛ ونحن نرى أنّه من الكتب الأربعة، إلى الرسائل والمكاسب والكفاية، كلّها من نتاج حوزة النجف الأشرف العلميّة؛ ورغم أنّ أهل بيت العصمة والطهارة (سلام الله عليهم) هم بالتأكيد مصدر البركة، إلّا أنّ نجاح حوزة النجف الأشرف العلميّة ليس فقط ببركة وجود مضجع أميرالمؤمنين (سلام الله عليه) ـ لأنّ بالمدينة المنوّرة أيضاً قد دفن ستة من المعصومين (سلام الله عليهم) ولم يكن لها هذا النتاج ـ، بل سبب نجاح حوزة النجف الأشرف العلميّة هو إدارة أمثال السيد المرتضى الصحيحة أيضاً، حيث أنّه بعد ما استكشف طلّاب العلوم الدينيّة النخب والموهوبين قام بإعطائهم منحاً دراسيّة وربّاهم.
وبعد ما أكّد سماحته على ثقافة تربية النخب في الحوزة العلميّة، قال: إنّ ثقافة تربية النخب هي ميراث السيد المرتضى، وكان السيد المرتضى مديراً جيّداً، وكان يولّي اهتماماً أكبر للطلّاب الموهوبين، ومثال ذلك وجود الشيخ الطوسي من كبار علماء الشيعة، حيث أنّ اثنين من الكتب الأربعة هي من مؤلفات هذا العالم الشريف.
وقد أكّد سماحته على دور الإدارة الصحيحة في الحوزة العلميّة، وقال: قد جاء في إحدى دعوات الصحيفة السجاديّة المنوّرة بأنْ نطلب من الله أنْ يعطينا التوفيق لـ «حُسن الولاية» ولا يكون لدينا «سوء الولاية»؛ و«حسن الولاية» يعني الإدارة الجيّدة، أي: يمكن للشخص أنْ يدير من هم تحت قيادته بشكل جيّد، وكان «حسن الولاية» هذا في عمل السيد الرضي والسيد المرتضى، والذي يجب تعميقه وتثبيته في إدارة الحوزة العلميّة.
وأكّد سماحته: إذا كانت الحوزة العلميّة تريد النجاح، فعليها وقف بيع الشتلات في الحوزة العلميّة، ومنع الطلّاب الموهوبين من الانخراط في وظائف غير علميّة من خلال الإدارة الصحيحة ودعمهم.
وقال سماحته في جزء آخر من كلامه عن العلوم التي يجب أنْ تدرّس في الحوزة العلميّة: إنّ البحوث الأصليّة في الحوزة العلميّة الآن، هي الفقه والأصول، وقليل ما يهتم بالمباحث القرآنيّة، والحال أنّه يجب أنْ يكون القرآن الكريم هو الكلمة الأُولى في الحوزة العلميّة.
وذكر سماحته: أنّ الطريق واسع ببركة القرآن وأهل بيت العصمة والطهارة (سلام الله عليهم)، ولا مجال لليأس، ونرجو أنْ يتمّ الحفاظ على قداسة الحوزة العلميّة وعلميّتها أكثر من ذي قبل في ظلّ التقوى والإدارة الصحيحة، وأنْ يتمّ توفير مجال نمو الحوزات العلميّة أكثر فأكثر.